واصلت أمس «جبهة النصرة» فرض سيطرتها على قرى في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، إثر انسحاب فصائل مسلحة محسوبة على القوى المعتدلة وانضمام بعض مقاتليها إلى «النصرة»، وذلك بعد يوم من سيطرة الجبهة على معقل قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف في جبل الزاوية في إدلب. وترددت أنباء عن احتجاز «لواء صقور الشام» معروف أمس لتقديمه إلى محكمة شرعية يرأسها الشيخ المحيسني القيادي في «جبهة النصرة» بموجب مبادرة وافقت عليها الجبهة أول من أمس، تضمنت وقفاً للنار والاحتكام إلى محكمة شرعية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «جبهة النصرة» سيطرت أمس على بلدة خان السبل الواقعة على طريق رئيسي يربط محافظة إدلب بمحافظة حلب، ذلك عقب انسحاب حركة «حزم»، أحد الفصائل المعارضة، من البلدة. وفي وقت لاحق، فرضت «جبهة النصرة» سيطرتها على بلدات معرشورين ومعصران وداديخ وكفربطيخ وكفرومة القريبة من بلدة خان السبل جنوب شرقي مدينة إدلب بعدما انسحبت منها أيضا فصائل مقاتلة وفصائل إسلامية وحركة «حزم»، وفقاً ل «المرصد». وجاءت سيطرة «جبهة النصرة» على هذه البلدات وانسحاب الكتائب المعارضة منها بعد ساعات قليلة من نجاح التنظيم في طرد «جبهة ثوار سورية»، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، من بلدة دير سنبل، معقله في جبل الزاوية في محافظة إدلب. وأصبحت بذلك غالبية القرى والبلدات الواقعة جنوب وغرب وشرق مدينة إدلب في شمال غربي سورية تحت سيطرة «النصرة». وجاءت سيطرة «جبهة النصرة» على دير سنبل بعد حوالى ستة أيام من المعارك الدموية مع «جبهة ثوار سورية» في المنطقة نجح خلالها التنظيم بداية من انتزاع السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية شرق إدلب. ولم يعرف السبب الرئيسي لهذه المواجهات التي بدأت في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي واستمرت يومين، قبل أن يتم التوصل ليل الخميس - الجمعة إلى اتفاق على نشر «قوة صلح» مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلاً بينها فصائل إسلامية في جبل الزاوية. إلا أن تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة. ويعرف مقاتلو «جبهة ثوار سوريا» و «حزم» بتأييدهم لسورية علمانية وديموقراطية وانتقادهم الكتائب الإسلامية. وكانت كل هذه الفصائل تقاتل جنباً إلى جنب في بداية النزاع العسكري ضد النظام. وكان ريف إدلب المنطقة الأولى التي تمكن مقاتلو المعارضة من إخراج قوات النظام منها في الأشهر الأولى للحرب. وحصلت جولة أولى من المعارك بين «جبهة النصرة» ومقاتلي عدد من الكتائب في تموز (يوليو) الماضي، لكنها ما لبثت أن هدأت. وأفادت شبكة «سمارت» بأن «النصرة» أسرت قائد «حزم» في بلدة كفربطيخ محمد غازي بعد اشتباكات بين الطرفين في البلدة، وأن بعض عناصر حاجز تابع ل «حركة حزم» سلموا لكتائب من «جبهة النصرة» في قرية داديخ في ريف إدلب. كما أن أهالي بلدة خان السبل في إدلب «سحبوا أبناءهم المقاتلين في حركة حزم، عقب اشتباكات بين الحركة وجبهة النصرة». في حلب شمالاً، قصفت «جهة النصرة» بقذائف مراكز لقوات النظام والمسحلين الموالين لها في منطقة حندرات في ريف حلب الشمالي، حيث تجري اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وميليشيات شيعية من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية للسيطرة على ممر إمداد بين ريف حلب والمدينة. وأفادت «سمارت» بأنه «قتل وجرح خمسة من مقاتلي الجيش الحر خلال اشتباكات مع قوات النظام في حي كرم الطراب بحلب»، مشيرة إلى أن «اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي الجيش الحر و «جبهة النصرة» من جهة، وعناصر من قوات النظام في الحي، انتهت بسيطرة «الحر» و «جبهة النصرة» على مناطق عدة في الحي، ووردت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام». وفي وسط البلاد، قال موقع «الدرر الشامية» إن «الثوار شنوا أمس هجوماً مفاجئاً على حاجز المزيرعة قرب بلدة السطحيات في ريف حماة الجنوبي قتل فيه عشرة من قوات النظام». وذكر «مركز حماة الإخباري» أن الطيران الحربي شنّ غارتين جويتين على قرية الحويز في سهل الغاب بريف حماة الغربي. وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت مناطق في قرية الحواش في سهل الغاب، في حين استهدفت الكتائب الإسلامية بصواريخ غراد مناطق في بلدة السقيلبية في ريف حماة الغربي التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية. و «ارتفع إلى 4 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا في اشتباكات مع مقاتلين في منطقة السطحيات في ريف حماة الشرقي قرب مدينة سلمية، في حين قتل عنصر من قوات النظام في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة بسهل الغاب». في دمشق، واصلت قوات النظام قصف حي جوبر شرق العاصمة ومناطق أخرى بالغوطة الشرقية، فيما أفاد «الدرر الشامية» بحصول انفجار في حي المزة جنوبدمشق ناتج من تفجير شخص نفسه بحزام ناسف قرب كلية في دمشق، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين.