وجهت جمعية الفلك في محافظة القطيف ،عدسة مكبرة في اتجاه القمر، وتحديداً في اتجاه كوكب المريخ، والذي ظهر في الليلتين الماضيتين أقرب إلى النجمة منه إلى الكوكب، إلا أن «تلسكوب» الجمعية، ونظرات الزائرين في «مهرجان التراث والطبق الخيري 16» الذي تنظمه جمعية القطيف الخيرية، حولت تلك النجمة إلى كوكب ذي أربعة أقمار مضيئة تدور حوله. لم يكن «تلسكوب» جمعية الفلك الوحيد الذي ترك أمامه صفاً من المنتظرين، وإنما جلبت رائحة الخبز المائل إلى الصفرة الداخلين إلى «خيمة التراث»، والمقامة بالقرب من مبنى الجمعية، واحتل المخبز مكاناً بارزاً، وتوسطه تنوراً، ورجل ستيني يدير العجين صانعاً منه خبزاً، ويُعرف الخبز بأسم «خبز مريم»، وما يهم الشاري السؤال عن مكوناته، والتي تظهر في رائحة الخبز، مثل الدبس ورائحة الخشب، حيث ابتعد الخباز عن استخدام الغاز. قسمت «الجمعية» خيمتها إلى ثلاثة أقسام، إحتل القسم الأول الصناعات النسائية، واستوطنته عشر سيدات، وتنوعت معروضاتهن بين غزل سجاد السدو، وحياكة الملابس الشعبية، التي لم تعد ترتديها إلا السيدات الكبيرات في السن، أو الفتيات في المناسبات التراثية المصاحبة لعروض الملابس. واستعرضت إحدى المشاركات أحجاراً كريمة، وكيفية الاستفادة منها في تزيين الملابس. كما عرضت أحداهن كيفية صناعة خبز «الرقاق»، أمام الزائرين. واحتل القسم الثاني، قسم الصناعات اليدوية، الرجال من ذوي الخبرة في الصناعات الحرفية، ومن بينهم صانعي السلال من عصي النخيل، إضافة إلى صانع الصناديق الأثرية والبراميل، والذي يستخدم في ذلك «الحديد»، ويحمل أسم «التناك». وتحول عمله إلى تلبية رغبات زبائن قدماء، أو الراغبين في وضع منتجاته زينة في المنزل. وأخذ الحواج زاوية، عرض فيها أعشاباً وعطوراً ودهوناً، تدخل في صميم عمل العلاجي الشعبي. وأن انزاح العلاج بالأعشاب إلى مرتبة متأخرة، بعد سيطرة الطب الحديث وانتشار المستشفيات، إلا أن الطب الشعبي ما زال يجد زبائنه، وبخاصة بين النساء وكبار السن. وتتعدد الصناعات الحرفية المعروضة في «الخيمة التراثية»، ومن بينها صناعة الزخارف على الأبواب والنوافذ. وانحسرت صناعة الأبواب المزخرفة أمام الصناعة الحديثة، وتحولت إلى مجرد عروض تحكي زمناً مضى. وفي الجانب الثالث من «الخيمة التراثية»، عرضت جهات صحية خدماتها في «قياس السكر والضغط وكتلة الجسم»، ووزعت نشرات توعوية للوقاية من الإصابة بالسكري خاصة. وخصص ركن إلى عرض المراسلات القديمة بين رئيس أحد الأندية ورعاية الشباب. وكان للأطفال نصيب في «الخيمة» عبر تهيئة طاولة رسم، زودت بأوراق وأدوات تلوين. ووجد الأطفال فيها فرصة لرسم ما يشاؤون. كما عرفت «جمعية الفلك في القطيف»، بعملها في ركن خاص بها. وفيما يتجول الزائر في أرجاء المكان، يستطيع في ذات الوقت، التمتع بالمأكولات الشعبية، كالخبز الأصفر، أو خبز الرقاق، إضافة إلى الشاورما والعصيرات الطازجة. وما يلفت انتباه الزائر استقباله من عدة أطفال على بوابة الخيمة، يدعوه إلى المشاركة في دعم الجمعية الخيرية، عبر شراء بطاقات يذهب ريعها إلى صالح الخدمات، التي تقدمها الجمعية.