اعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية فايز غصن في كلمة تهنئة وجهها الى الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وافراداً، بالعيد ال68 لتأسيس الجيش، قرار تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان، لكنه في الوقت نفسه اعتبر ان «القرار لا يعني انتقاصا من قدرات اي ضابط في المؤسسة العسكرية في تبوؤ المناصب». وجاء القرار عشية الاحتفال المركزي بالعيد الذي يقام في مبنى وزارة الدفاع في اليرزة. وشهدت الثكن العسكرية امس احتفالات تلي خلالها «امر اليوم للعسكريين» (انظر في مكان اخر من الصفحة) لقائد الجيش العماد جان قهوجي. غصن وبرر غصن القرار بأن «الوضع السياسي غير الطبيعي الذي تمر به البلاد والواقع الامني الدقيق والحساس الذي نعيشه، فضلا عن الاحداث الامنية المحيطة ببلدنا، وضعنا كسياسيين امام مسؤولية وطنية كبيرة دفعتنا للقيام بخطوات ضرورية لمنع دخول المؤسسة العسكرية في فراغ سيكون قاتلا للبلد برمته، خصوصا ان اي فراغ سيجعل البلد مكشوفا وسيعرض السلم الاهلي للخطر وسيؤثر سلبا على تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها في هذه الظروف التي يمر بها لبنان». واكد غصن ان القرار «شكل اعادة تجديد الثقة بالقيادة العسكرية والقى المزيد من المسؤوليات على عاتقها».وتمنى ان «تكون الذكرى الوطنية مناسبة لتأكيد الثقة بالمؤسسة العسكرية والالتفاف حولها وتحصينها ودعمها لحماية البلد واستقراره». وقال غصن في كلمته: «عام مر على لبنان عاش خلاله اللبنانيون احداثا خطيرة تخللتها محاولات عدة لاشعال الفتن على الساحة الداخلية، ولولا القرار الحاسم الذي اتخذته المؤسسة العسكرية بالضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بالاستقرار لكننا الان نغرق في مستنقع من الفوضى والفلتان الامني، ولكانت اشباح الحرب الاهلية تحوم فوق رؤوسنا». واضاف قائلا: «عام مر ذاق خلاله الجيش مر الكلام السياسي وواجه بصبر وصمت كل حملات التشكيك والتخوين ورد عنه سهام التجريح والافتراء بمزيد من الصلابة والاصرار على العطاء وحماية الوطن وسلمه الاهلي، وعلى رغم التباعد والانقسام الحاصلين في البلد، بقي الجيش جسر الوصل والتواصل بين ابناء الوطن وممر العبور الى الاستقرار والضامن للامن والامان والجامع بين اللبنانيين على اختلاف مناطقهم وانتماءاتهم». واذ نوه ب«النخب التي تضمها المؤسسة العسكرية»، اشار الى ان «شبه الاجماع على قرار تأجيل التسريح جاء تحسساً من الفرقاء السياسيين بخطورة الاوضاع التي نمر بها والحاجة الملحة لحماية المؤسسة العسكرية اولا والبلد تاليا». وحيا «شهداء المؤسسة العسكرية الذين روت دماؤهم ارض الوطن فأزهرت عزة وفخرا وكرامة»، مؤكدا ان «المسيرة ستستمر والجيش سيبقى حصن الوطن ودرعه مهما كبرت الاثمان وغلت التضحيات». واستقبل غصن في مكتبه العماد قهوجي وبحثا الاوضاع الامنية في البلاد وشؤوناً تتعلق بالمؤسسة العسكرية. ميقاتي وحيا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الجيش في عيده، مؤكدا انه «أثبت أنه مؤسسة عصية على كل الخلافات والتداعيات السياسية، وتعبر عن تطلعات اللبنانيين بوطن سيد، حر، مصانة حدوده وأمنه، موحدة إرادة أبنائه، ولو إختلفوا في ما بينهم يجمعهم تمسكهم بالمؤسسة العسكرية كضامن أساس، ليس للأمن فقط بل حتى للدولة بمفهومها الواسع». ووعد ب»تعزيز قدرات الجيش وإمكاناته القتالية لكي يصبح أكثر قدرة على الدفاع عن لبنان بأرضه وشعبه». وشدد على ان «قوة الجيش بالوحدة الوطنية وبوقوف اللبنانيين الى جانبه، وبرهنت الاحداث أن الجيش تجاوز كل الخلافات الداخلية والاعتبارات المذهبية والطائفية والفوارق الاجتماعية». واقيم احتفال عسكري رمزي في مبنى وزارة الدفاع، وضع خلاله اكليل من الزهر باسم قائد الجيش على النصب التذكاري لشهداء الجيش في اليرزة. واقيمت احتفالات مماثلة في قيادات المناطق العسكرية، جرى خلالها وضع اكليل من الزهر على نصب الشهداء في كل منطقة، بحضور شخصيات رسمية وروحية. ووضعت وفود عسكرية اكاليل على اضرحة قادة الجيش السابقين المتوفين، فيما زار وفدان من ضباط القيادة الاحياء منهم: النائب ميشال عون والعماد فيكتور خوري وجرى الاتصال بمكتب الرئيس اميل لحود لكونه خارج البلاد. واعتبر النائب مروان حمادة قرار تأجيل التسريح «تثبيتا لديمومة المؤسسات وسلامة لبنان في آن، وكم كنا نتمنى ان يشمل هذا الإجراء اللواء اشرف ريفي المدير العام المميز لقوى الأمن الداخلي على مدى أعوام والذي لولا المناورات السياسية التي أدت إلى ابعاده لكان اليوم أضفى على هذه المناسبة مسحة إضافية من التفاؤل». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية نضال طعمه في تصريح، ان «الجيش ضمانة الاستقرار وصمام الأمان للعيش الكريم في بلد استبيح فيه كل شيء». ورأى ان عيد الجيش «مثقل بجروح الخلافات السياسية التي تعصف بين بنيه». وتمنى انهاء «ظاهرة السلاح المنتشر، ليتملك الجيش زمام المبادرة في إطار استراتيجية دفاعية وطنية شاملة، القرار فيها للدولة ولمؤسساتها الشرعية».