يحتفل لبنان اليوم بعيد جيشه الوطني من خلال عرض عسكري مركزي يقام في ثكنة شكري غانم في الفياضية يحضره رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة الى جانب أعضاء السلك الديبلوماسي. وكانت قيادات المناطق العسكرية أقامت أمس، احتفالات رمزية تخلل بعضها عروض عسكرية، حضرها ممثلون عن قائد الجيش العماد جان قهوجي وعن قادة الأجهزة العسكرية الأخرى ووضعت أكاليل زهر على أضرحة الجندي المجهول. ورعى قائد الجيش العماد جان قهوجي، ممثلاً بقائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن عبدالحميد درويش، حفل ازاحة الستار عن النصب التذكاري لشهداء الجيش في نهر البارد، والذي أقيم وسط مستديرة العبدة عند المدخل الجنوبي لمنطقة عكار والشمالي لمخيم نهر البارد. وألقى درويش كلمة قائد الجيش الذي أمل «في هذا العمل المتواضع أن نفي جزءاً يسيراً من حق هؤلاء الرجال الذين بذلوا أرواحهم على مذبح سيادة الوطن وكرامة ابنائه، وعلنا نساهم من خلاله في ترسيخ تضحياتهم في الذاكرة الجماعية ونجعل من مآثرهم الخالدة نبراساً تهتدي به اجيال الوطن». واعتبر ان «معركة نهر البارد شكلت بظروفها ونتائجها محطة استثنائية في تاريخ وطننا الحديث، استثنائية بطبيعة التنظيم الارهابي وقدراته القتالية وأهدافه الإجرامية واتخاذه السكان الأبرياء دروعاً بشرية، وفي المقابل هي استثنائية ببسالة الجيش وتسابق افراده الى الشهادة، وكذلك في اجماع اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية على نبذ هذه الظاهرة الغريبة عن قيمهم». وأكد «ان ضريبة الدم الباهظة التي قدمها الجيش في هذه المعركة، وعلى جسامتها، لم تذهب هدراً، فبفضل هذه الدماء الزكية تم تجنيب لبنان مخاطر الانزلاق نحو الفتن والتشرذم، وتم التأكيد للقريب والبعيد ان اي استهداف لسيادة الوطن او اي تطاول على أمن المواطنين وكرامتهم ليس بالأمر السهل، وسيواجه بكل عزم وقوة وسيدفع بنتيجته المعتدون أغلى الأثمان». ورأى ان «ما يشهده وطننا اليوم من استقرار ملموس على مختلف الصعد هو ثمرة من ثمار هذه الارادة الصلبة التي تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، بفعل يقظة المواطنين وثقتهم العارمة بالجيش كصمام أمان لوحدة الوطن ومسيرة سلمه». وسجلت عشية العيد مواقف لسياسيين مهنئة بالمناسبة ومشددة على دور الجيش في حماية لبنان.ونوه الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في تصريح ب «التضحيات الكبيرة التي يقدمها الجيش في سبيل حماية لبنان وتأمين الاستقرار والأمن لجميع أبنائه والمقيمين على أرضه». وشدد على «ان الالتفاف اللبناني حول الجيش في هذه المحطة المفصلية من تاريخ لبنان يؤكد صحة قراره ويزيد من منعته وصموده». وحيّا «شهداء أحداث نهر البارد الذين لم تذهب تضحياتهم سدى». واعتبر وزير الدولة عدنان القصار ان «القرار الأخير بتعزيز وحداته في الجنوب وتوسيع رقعة انتشاره في القرى الحدودية»، جاء «رداً مناسباً على تهديدات وزير دفاع العدو بقصف لبنان والمنشآت الحكومية، وتمسكاً بتطبيق القرار الدولي 1701». وأثنى على مشاركة الجيش في تحمل «أعباء الأمن في الداخل، جنباً الى جنب مع قوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية الأخرى، وكان من نتاج ذلك كشف الكثير من شبكات التجسس، ليبرهن مرة جديدة أنه السياج الوطني الذي نلوذ به في الملمّات وأيام الشدة». وهنأ عضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر، العماد قهوجي بالعيد، مستذكراً «شهداءنا الأبرار الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن الوطن»، وشدد «على أهمية تضامن الشعب اللبناني والقيادات السياسية والدينية وشرائح المجتمع كافة مع جيشنا الوطني والقوى الأمنية في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي لا ينفك أبداً في تهديد لبنان، وكذلك في الحفاظ على أمن البلد».