عرض قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في اليرزة وفي اجتماعات متتالية عقدها مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى وضباطها، شؤون المؤسسة العسكرية ومهماتها المختلفة، إلى جانب تطور الأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية، وتأثيرها في الساحة الداخلية، مشدداً على تحصين لبنان من انعكاس الأزمات الجارية في المنطقة، مع الحرص في الوقت عينه، على عدم جعل لبنان مقرّاً أو ممرّاً لاستهداف أمن أيّ من الدول العربية الشقيقة. وأكد قهوجي دور المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها الوطن، خصوصاً لجهة الحفاظ على سلمه الأهلي، والدفاع عن حدوده الجنوبية ضد أي اعتداء إسرائيلي واستمرار التعاون والتنسيق مع القوات الدولية. ولفت إلى أن «ما تشهده البلاد حالياً من تجاذبات سياسية، ليس بالأمر الجديد على الحياة الديموقراطية اللبنانية، ولن يؤثر في مطلق الأحوال على أداء الجيش المتجرد والبعيد من أي تأثيرات فئوية أو حزبية أو طائفية، وقراره الحازم بصون المكتسبات الوطنية، وتوفير الأرضية الأمنية الصلبة، التي تكفل الحفاظ على المصالح الحيوية للبلاد، وتجديد انطلاقة الدولة ومؤسساتها على الصعد كافة». وأكد قائد الجيش أن «قوة المؤسسة العسكرية وتماسكها، يشكّلان الضمان الفعلي لوحدة الأرض والشعب والمؤسسات»، مشدداً على «عدم السماح لأي كان وتحت أي ظرف أو شعار، باستغلال الظروف الخارجية لاستدراج الفتنة إلى لبنان، وجرّه إلى حالات مماثلة لأحداث العام 1975، والجيش بما يمثل من شريحة واسعة في المجتمع اللبناني، وما يحوز من ثقة عارمة لدى جميع اللبنانيين والأطراف السياسية، قادر على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه». ونوّه قهوجي ب «جهود الوحدات العسكرية لطمأنة المواطنين إلى أرواحهم وأرزاقهم، وتقديم العون لهم في المجالات الإنمائية والإنسانية»، داعياً إياهم إلى «التحلي بأعلى درجات المناقبية والانضباط، وإلى المزيد من الجاهزية والاستعداد، عديداً وتدريباً وعتاداً، لمواجهة ما يبيّته العدو الإسرائيلي والإرهاب والعابثون بالأمن من مخططات تستهدف النيل من سلامة الوطن ومستقبل أبنائه».