لقيت دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى التظاهر لتفويضه في «مكافحة العنف والإرهاب المحتمل» استجابة واسعة أمس، فرغم ارتفاع درجات الحرارة وصيام رمضان، امتلأ ميدان التحرير قبل موعد الإفطار بمئات الآلاف من المتظاهرين، كما احتشد الآلاف أمام قصر الاتحادية الرئاسي، وتظاهر مئات الآلاف في ميادين المحافظات المختلفة، لتتوارى تظاهرات جماعة «الإخوان المسلمين» ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر وفي ميدان النهضة في الجيزة، بعد مسيرات نظموها في مناطق عدة وشهدت اشتباكات مع المعارضين انتهت بطرد «الإخوان». وانطلقت مسيرات حاشدة صوب ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة من مساجد عدة، وسط إجراءات أمنية مشددة، ليكتظ الميدان بالمتظاهرين قبل الإفطار، ليستقبل الميدان مساء أعداداً غير مسبوقة قاربت أعداد المتظاهرين في 30 حزيران (يونيو) الماضي. وكانت قوات الشرطة كشفت من إجراءاتها في محيط ميدان التحرير لتأمين المتظاهرين. وتفقد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم وقائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء توحيد توفيق محيط الميدان فجراً. وتواجدت دوريات مشتركة من الجيش والشرطة عند كل أطراف الميدان لمعاونة اللجان الشعبية في تفتيش المارة، كما طافت سيارات كشف المتفجرات ميادين التظاهر للتأكد من خلوها من أي عبوات ناسفة. وتم نشر 25 تشكيلاً من الأمن المركزي وعشرات المدرعات والعربات المصفحة في محيط ميدان التحرير و25 تشكيلاً وعشرات المدرعات والعربات المصفحة في محيط قصر الاتحادية الرئاسي لتأمين التظاهرات. وأغلقت القوات المسلحة كل الطرق المؤدية إلى مقر وزارة الدفاع بسبب انتشار التظاهرات في الأحياء القريبة منها. ونشرت السلطات 20 تشكيلاً من الأمن المركزي وعشرات المدرعات في محيط مدينة الإنتاج الإعلامي لتأمين منشآتها والإعلاميين والعاملين فيها أثناء دخولهم وخروجهم منها، إضافة إلى تجهيز مجموعات قتالية في مختلف قطاعات الأمن المركزي لسرعة التدخل إن استدعت الظروف. وتم تأمين التجمعات بنحو ألفي سيارة إسعاف وزعت على 19 ميداناً في كل المحافظات. وهتف المتظاهرون في التحرير: «الشعب خلاص أسقط الإخوان» و «الشعب يريد مكافحة الإرهاب» و «الشعب يريد محاكمة المعزول» و «اضرب يا سيسي». ورفعت آلاف الصور لوزير الدفاع، كما رفعت صور للرئيس المعزول خلف القضبان، ولوحظت انتقادات حادة للسياسة الأميركية في مصر، إذ رفع متظاهرون صوراً للرئيس الأميركي باراك أوباما ملتحياً وكتبوا تحتها: «أوباما بن لادن». وحتى قبل وصول المسيرات من مساجد القاهرة كان ميدان التحرير قد اكتظ بالمتظاهرين، وسط تحليق مروحيات الجيش في سمائه، وسبب الزحام في إصابة العشرات بالإغماء. واحتشد عشرات الآلاف في محيط قصر الاتحادية الرئاسية بعد أن نظم المتظاهرون المعارضون ل «الإخوان» مسيرات من المساجد القريبة من القصر وسط إجراءات أمنية مشددة. في المقابل، نظم أنصار مرسي مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف في شارع رمسيس، اتجهت من مسجد الفتح في العباسية ومنه إلى الاعتصام الرئيس لهم أمام مسجد رابعة العدوية. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس المعزول ورددوا هتافات ضد السيسي. وشارك مئات في مسيرات عدة نظمها «الإخوان» في أحياء مختلفة، لكنها كانت مسيرات محدودة خلافاً لمسيرة شارع رمسيس، إذ ظهر أنها المسيرة الرئيسة لأنصار مرسي في القاهرة. ووقعت اشتباكات محدودة بين أنصار مرسي ومعارضيه في حي شبرا القاهري حين ردد مئات من أنصار الرئيس المعزول هتافات ضد السيسي، فهتف آخرون ضد مرسي وتأييداً لوزير الدفاع، ثم تطور الأمر إلى مناوشات ورشق متبادل بالحجارة، لكن سرعان ما تمت السيطرة على الموقف، بعدما طرد معارضو مرسي مؤيديه من المنطقة. وجُرح 10 أشخاص في تلك الاشتباكات. وقرب اعتصام الإسلاميين في الجيزة، رفع أهالي في منطقة بين السرايات القريبة من الاعتصام صور السيسي في شرفات منازلهم، ما أثار استياء المشاركين في مسيرات تأييد مرسي، ووقعت مناوشات لفظية بين الجانبين. وفي الإسكندرية، تظاهر آلاف في ميدان سيدي جابر تلبية لدعوة السيسي وحمل المتظاهرون صوراً لمرسي وقيادات جماعة «الإخوان» مكتوباً عليها «حاكموهم». وهتف المتظاهرون: «يسقط يسقط حكم المرشد» و «طهر يا سيسي مرسي مش رئيسي» و «الشعب يريد حل الإخوان». وشكل الأهالي لجاناً شعبية لتأمين المتظاهرين. كما كثفت قوات الأمن من وجودها في محيط المنطقة لتأمين الحشود. كما نظم الصيادون تظاهرات بمراكب الصيد قرب شاطئ الاسكندرية رفعوا خلالها أعلام مصر وصور السيسي. واحتشد آلاف من مؤيدي مرسي أمام مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة، ورفعوا صوراً لمرسي كتبوا عليها: «لا للانقلاب العسكري ومع الشرعية» إضافة إلى أعلام مصر. ووقعت اشتباكات قرب ساحة القائد ابراهيم بين أنصار مرسي ومعارضيه، قُتل فيها شخص وأصيب العشرات. وقال شهود عيان إن الطرفين تبادلا الرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، وسُمع دوي إطلاق نار في المنطقة. وفي المحافظات، ظهرت الغلبة واضحة لمعارضي «الإخوان»، بعدما حشدت الجماعة غالبية أنصارها للقدوم إلى القاهرة للتظاهر في «رابعة العدوية». ووقعت اشتباكات محدودة بين أنصار مرسي ومعارضيه في ميدان الحرس في مدينة دمياط.