نظمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي حفلة الإفطار السنوي ال11 للديبلوماسيين والداعمين في قاعة بريدة بفندق الإنتركونتننتال في الرياض مساء أول من أمس، في حضور 49 سفيراً و236 ديبلوماسياً يمثلون 94 دولة، وعدد كبير من الداعمين لبرامجها وأنشطتها. وشدد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي في كلمته على الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة للندوة العالمية والمؤسسات الخيرية، لتقوم بدورها الإنساني والإغاثي، وقال في كلمته: نمت حاجة الإنسان المعاصر إلى العمل الإنساني ومؤسساته بنمو المشكلات وتتابع الكوارث، مما أحدثه الإنسان أو جلبته النكبات الطبيعية من زلازل وفيضانات ونحوها، ويُعدّ وجود المنظمات الإنسانية من أهم إنجازات الحضارة المعاصرة، بل هي من أكبر النعم المسداة إلى البشرية حديثاً، فقد فتحت المجال لطرف ثالث سوى الحكومات ومؤسسات المال، لكي يسهم في بناء الإنسان المعاصر، ويعينه على مواجهة المعضلات، وهو ما يسمى بالقطاع الثالث، ولا غرابة أن تولد بعض هذه المنظمات الدولية في رحم الحرب، كما حصل لمنظمة الصليب الأحمر الدولي التي أنشئت عام 1859، على إثر حرب طاحنة دارت رحاها في شمال إيطاليا بين جيشين أوربيين آنذاك، ويقال إن عدد القتلى والجرحى في تلك الحرب بلغ 40 ألفاً، تُركوا في الميدان من دون معين ولا رعاية. وأضاف الدكتور الوهيبي، قائلاً: لقد كان للمنظمات دور كبير في التقارب بين الشعوب بطرق عملية متمثلة في الوقوف معها، إبان الأزمات أو تزويدها بالخبرات والمساعدات إبان السعة. وجربنا ذلك بأنفسنا، فقد جمعَنا العملُ الإنساني بمندوبين من كل أنحاء العالم، وانعقدت بيننا أواصرُ الصداقة، من جراء العمل الإنساني المشترك، والحرص على منفعة الناس. كما وجدنا شعوباً تقف تقديراً للعمل الإنساني الذي تقوم به المنظمات كالندوة وغيرها. واستطرد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، بقوله: لا غرابة في أن قد أصبح نمو القطاع الثالث من مؤشرات الرقي في المجتمعات المعاصرة، فقد صار العمل الإنساني المعاصر يقدم صورة مشرقة للتعاطف بين أمم الأرض، فهو يتعالى على العرقيات والطائفيات، ويلتزم بمبدأ خدمة المحتاج، فإن لم نكن من العاملين في المجال الإنساني فلنسانده بدعم أو نصيحة أو تقديم تسهيل أو تبشير به وبرسالته. وأنتم أيها السفراء ورجال السلك الديبلوماسي ورجال الأعمال والمحبون للعمل الخيري، خير من يقوم بهذه المهمات كلها أو جلها. وكانت الحفلة ابتدأت بتلاوة من القرآن الكريم، تلاها الشيخ خالد الجليل إمام وخطيب جامع الملك خالد في أم الحمام بالرياض، ثم عرض فيلم وثائقي عن مناشط وبرامج الندوة العالمية للشباب الإسلامي الإنسانية والتنموية، وألقى كلمتي السفراء كل من سفير جمهورية إيطاليا السيد ماريو بوفو وسفير جمهورية تركيا أحمد مختار غون. وقال السفير الإيطالي في كلمته إنه لمن دواعي غبطتي وسروري، أن أشارككم هذه المناسبة الكريمة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني. ذلك أن لقاءنا الليلة يُتيح لنا الفرصة لإعادة استكشاف تلك القيم المتعلقة بالحوار بين الأديان، والعمل الخيري والتسامح ومراعاة قدسية الحياة البشرية، واستشعار المسؤولية تجاه أجيال شباب المستقبل، وتلك القيم لا شك أنها القاسم المشترك الأعظم بين الإسلام والمسيحية، وتمثل أساساً لهاتين الحضارتين. وأضاف قائلاً: في إطار البحث المستمر عن جسور التواصل بين حضاراتنا، يكون للشبان دور كبير في التعبير عن دواخلهم، ولا بد لي في هذا السياق من التنويه بالمبادرة السعودية، لإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين الأديان والثقافات في فيينا العام الماضي، وكذلك مشاركة إيطاليا منذ فترة طويلة في دعم وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وحرية الأديان وحقوق الطفل والمرأة خصوصاً، بَيْد أنه من المؤسف حقاً أن نُقر بأن العديد من الظواهر التي يشهدها عالمنا اليوم ناجمة من عدم التفاتنا إلى حاجات الشبان وتطلعاتهم.