حياة الفنان السعودي عبادي الجوهر مليئة بالمفاجآت والأسرار، إذ كشف عن الشخص الذي أطلق عليه لقب «أخطبوط العود» و«موسيقار الجزيرة العربية»، وتفاصيل رحلته الأولى إلى خارج المملكة. وقال الجوهر في برنامج «أهم 10» الذي تعرضه قناة «روتانا خليجية» ويقدمه الإعلامي سعود الدوسري: «انطلقت في عالم الغناء على يد طلال المداح، وحصلت على أوسمة عدة أبرزها الوسام الأعلى في عُمان تقلّدته من السلطان قابوس»، لافتاً إلى طلال مداح لقّبه بأخطبوط العود وموسيقار الجزيرة العربية. واختار الجوهر اليوم الحديث في حياته يوم لقائه الفنان طلال المداح، بقوله: «هذا اليوم كان نقطة تحول في حياتي، إذ كنت متوجهاً إلى مجال آخر وكنت أريد أن أصبح عسكرياً، ولكن هذا اللقاء أدخلني الوسط الفني وكان بترتيب من الفنان لطفي زين الذي أصر عليّ لقاء طلال المداح في شركة إسطوانات «رياض فون»، وكان عمري وقتها 14 عاماً، وبمجرد سماعه صوتي وعزفي قرر أن يوقع معي عقداً في اليوم نفسه، وأعطاني لحناً هو الذي ظهرت فيه للناس بأغنية (يا غزال)». وتذكر يوم وفاة طلال المداح بسقوطه على المسرح: «كنا سوياً في حفلة المفتاحة بأبها وأنا غنيت قبله واتفقنا أن نتعشى سوياً، تكلمنا في الكواليس واتفقنا على أن أذهب إلى الفندق وأطلب العشاء وأنتظره إلى أن يأتي، وعند دخولي الفندق رأيت المشهد أمامي فسارعت إلى المستشفى، وكان طبيعياً ولم تكن هناك مؤشرات، وعندما وصلت إلى المستشفى كانوا يُجرون محاولات انعاش ولكنها باءت بالفشل ورحل». من أيام الجوهر المميزة يوم سجل أول أغنية وأصدر أول ألبوم بعمر صغير وعنه، «لم أتخيل أن يلحن لي بل كنت ذاهباً ليسمع صوتي فقط ويعطيني رأيه، ولم أتخيل أن تصير بين وبينه هذه العلاقة الوطيدة التي امتدت لأكثر من 30 عاماً، وأول سؤال سألني متى تعلمت كل هذا؟ أنا تعلمت العود بعمر 11 عاماً، فقال إنه مقتنع بي ووقع معي العقد وأعطاني اللحن وجهز لي لحناً ثانياً لأغنية «يا حلاوة»، وقبل السفر جهزوا لي مجموعة أعمال من ألحان جميل محمود وعمر كدرس، وجئنا بيروت وقلت له إنني لن أغني إن لم تكن موجوداً، وفعلاً حضر التسجيل». وذكر أنه ذهب إلى بيروت في العام 1969 ولم يكن يعرف فيروز أو غيرها، «بهرت فيها لأنها أول بلد أزوره لأني لم أكن أخرج من حارتي أساساً، وأتذكر أنني سكنت في الرملة البيضاء، وأتذكر أنني عندما أردت أن أسجل أغنية (يا حلاوة) ولم يكن قد وضع لها طلال المقدمة فحاولت أن أضعها بنفسي، وقبل التسجيل وصل وفرحت لأنه إذا لم تعجبه المقدمة سيضع غيرها، وعندما سمعها أُعجب وتركها كما هي»، لافتاً إلى أن أول أجر مادي تلقاه اشترى به سيارة، لكنه لا يعرف قيادتها. وقال عن يوم فقد زوجته: «كانت والدتي بالنسبة إليّ كل شيء وكنت قريباً منها جداً، وفي العام 1974 توفيت والدتي وأثر فيني هذا الأمر وكانت هي أمي وأختي ومستشارتي، وعندما فقدتها شعرت أنني فقدت كل شيء، إلى حد ما كان هناك تشابه بسيط بين وفاة والدتي ووفاة زوجتي أم سارة التي مرضت مدة عام، وأخذتها إلى أكثر من مكان، وكنت أرى جدران البيت بعد وفاتها سوداء»، مشيراً إلى وفاة شقيقه عبدالرحمن بعد زوجته بشهرين، «في هذه الفترة فكرت باعتزال الغناء وليس الناس، وبقيت ثلاثة أعوام لم أستطع الغناء». بين لحظات الحزن هناك فرح وجده عبادي كان مع بناته سارة ومي وعنهما قال: «كل أب يفرح أن تتعلم ابنته. عندما توفت والدتهما كانتا في المرحلة الثانوية، وعند دخولهما الجامعة كنت أقوم بدوري الأم والأب، وكان من المهم أن أشعر أنني نجحت بهذه المهمة وفرحت عندما نالت البكالوريوس، وليس لدي مانع بأن تعملا في مجالات تخصصهما مهما كان».