يقول عنه طلال مداح - أخطبوط العود - صاحب النغمة الحزينة البهيجة! عبدالله محمد الجوهر - عبادي الجوهر - جدة - 1952م. بينما قالت الفنانة توحة - امد الله بعمرها - تعلم عبادي العزف على آلة العود من يدي وهو صغير - العاشرة - ليصبح من امهر العازفين والملحنين في الوطن العربي. عبادي الجوهر أعده أحد أبنائي، كانت والدته - رحمها الله - أحد أفراد فرقتي عام 1962م. كان عبادي وابن أختي في سن واحدة، حوالي العاشرة، وكانا يحبان تعلم العود، لذا قمت بتعليمهما العود معا، وبعد أن اشتهر تخلى عني، ولكنه يبقى مثل ابني، والآن أصبح ملك العود وريشته أفضل من صوته بكثير، أما عبدالرحمن الجوهر أخو عبادي كان فنانا شاطرا لكنه توفي (رحمه الله). عرف باتزانه في الفن وفي تقديم ما يليق بجمهوره في العالم العربي، له اسلوب مختلف عن بقيه النجوم. من أسرار اختلافه عن الفنانين الآخرين، المزاجية في اختيار اعماله، يقول المقربون منه لا يقدم اي عمل فني من دون ان تكون هناك صبغة الاقتناع به. في متوسط الستينات الميلادية تعرف إلى ايقونه الفن طلال مداح - يرحمه الله - مع أول مدير اعمال آنذاك لطفي زيني - يرحمه الله - شرب من نهر طلال مداح ما شرب، ورسم له اول خيوطه الفنية ليقدم رائعة "يا غزال" للطفي زيني، التي تناسبت مع عمر عبادي وشبابه، ثم "يا حلاوة" في لبنان برفقة لطفي زيني، وربما تكون اغنية "ياغزال" هي الأشهر في تاريخ عبادي الجوهر: يا غزال فينه.. الي سافر يا غزال يا غزال طمني وخبرني اخباره ايه قلبي وعيوني وافكاري شغلوني عليه ما وصل منه سلام يا غزال والله حرام. من تاريخ هذه الأغنية انها سجلت في بيروت برفقه لطفي زيني التي قاربت فترة انتهاء الأسطوانات ودخول شريط الماكسل 1969م، طلال مداح طلب من عبادي ان يسافر بمفرده لتسجيلها لكن عبادي رفض، واصر على وجود طلال واستطاع في الاخير اقناعه بالسفر، وعند تواجد عبادي في الاستديو فوجئ بطلال مداح يتابعه بخوف وحب فازدادت المحبة بينهما كما يقول عبادي. عندما يرافقه الحزن اينما حل، هي تلك الحياة التي نهل منها عبادي الجوهر فنون الأحزان. بدأت تلك الرحلة بوفاة والدته في القاهرة، وهو مرافق لها في منتصف السبيعينات الميلادية على اثر ورم خبيث، لازمه ايضاً في احتراق بيته ومصابه الأخير في زوجته والدة سارة. كل هذه الأحداث لم تهزم عبادي الجوهر، وتعيده إلى وضعية البناء، بل تلك السنين العجاف ساهمت في استمر نجومية. يقول المتابعون عن عبادي الجوهر انه خفيف الظل كثير الكوميديا إذا كان بعيداً عن الفن. من رحلة عبادي الجوهر الفنية هي تلك الثنائية التي قدمها مع الشاعر الامير عبدالرحمن بن مساعد بالثمانينيات الميلادية، توأمة يصعب تكرارها، ابتدأت من اغنية "تدرين وادري بنفترق" حتي "مليت" و"دخون". يعتبره صالح الشهري - رحمه الله - الفنان الصائد الذي يقتنص أعذب الكلام ليقدمه مهما كانت صفه ذلك الشاعر، لذا تجده ياخذ من كل بحر دون كلّل وملّل. مازال عبادي الجوهر يتذكر أغنية "غريب" للشاعر الامير محمد العبدالله الفيصل - رحمه الله - ولحنها عبادي بنفسه قبل نحو سبعة وعشرين عاماً وتم تصويرها لصالح التلفزيون السعودي، الجمهور مازال يتوق لسماعها حتى هو قدمها مؤخراً. عبادي الجوهر رحلة قارب بشراع لا يميل مع الريح والاحزان، هي من جعلت منه رمزاً من رموز الغناء في الخليج العربي. الفنانة توحة الستينيات الميلادية