وصل عضوا المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية ونزار عوض الله الى القاهرة أمس قادمين من قطاع غزة، فيما سيصلها مساء اليوم الرئيس محمود عباس في اطار جولة قادته الى عدد من الدول العربية والأوروبية. وفيما سيتوجه عوض الله الى السعودية لأداء العمرة، سينضم الحية الى رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق اللذين يصلان الى القاهرة غداً لعقد لقاءات مع مدير الاستخبارات العامة المصرية الوزير عمر سليمان. ولوحظ أن القيادي البارز الدكتور محمود الزهار الموجود في غزة لن يشارك في المحادثات، وذلك للمرة الأولى منذ اشهر طويلة كان خلالها المفاوض الرئيس مع المسؤولين المصريين. وقال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو ل «الحياة» إن وفد الحركة برئاسة مشعل سيطلع في القاهرة على آخر مستجدات الحوار والقضايا السياسية، ومن بينها ملف الحوار الوطني، وتبادل الأسرى. وأشار القيادي في «حماس» أيمن طه إلى أن «الأمور لم تشهد أي تقدم على صعيد الحوار سوى أن القيادة المصرية تعكف على إعداد ورقة تصور». وأضاف في حديث لوكالة «صفا» أنه «عندما يُعرض علينا هذا التصور، سندرسه ونبلغ الأشقاء المصريين بردنا». وعن صفقة تبادل الأسرى، قال إن «كل الحديث الذي دار اخيراً حولها هو تكهنات إعلامية ليس إلا، عدا تدخل الوسيط الألماني على خط الوساطة إلى جانب الشقيقة مصر». واعتبر أن «الحكومة الإسرائيلية شنت حملة إعلامية على صفقة شاليت للضغط على المتفاوضين وطمأنة الشارع الإسرائيلي من جانب آخر، لكن في حقيقة الأمر لا يوجد أي تقدم في هذه المسألة على الإطلاق». ووصف التدخل الألماني في هذه المسألة بأنه «تحرك جاد»، معتبراً أن «إجراء 11 جولة من المفاوضات خلال شهر دلالة على جدية الوسيط الألماني لإنهاء هذا الملف، لكن التعنت الإسرائيلي يعيق أي تقدم في هذه المسألة». من جهة اخرى، تلقى الرئيس محمد حسني مبارك اتصالاً هاتفياً أمس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وذلك في إطار الجهود المصرية والدولية لتهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. في غضون ذلك، بدأ الرئيس محمود عباس امس زيارة لباريس التقى خلالها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وذلك بعد جلسة عقدها مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الموجود حاليا في العاصمة الفرنسية. ومن المقرر ان يلتقي عباس اليوم الرئيس نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه الرئاسي. وتأتي زيارة عباس لباريس ومحادثاته مع كبار المسؤولين الفرنسيين في وقت تضع باريس كل ثقلها من اجل عقد مؤتمر للسلام في شأن الشرق الاوسط قبل نهاية العام الحالي. وتم اللقاء بين عباس وجودة قبيل اللقاء مع كوشنير الذي اقام مأدبة افطار على شرف عباس دعا اليها اعضاء السلك الديبلوماسي العربي في فرنسا. الى ذلك، دعا القيادي في «حماس»، ممثلها في لبنان أسامة حمدان الرئيس الفلسطيني إلى إعلان موافقته على المصالحة بتقديم خطوة إيجابية حقيقية وملموسة في هذا الاتجاه حتى يمكن إحراز تقدم، مشيراً إلى أن عباس وعد السوريين بإطلاق 400 من المعتقلين السياسيين للحركة في سجون السلطة في رام الله، كما وعد المصريين بإطلاق 600 معتقل «لكنه لم ينفذ ذلك»، مطالباً إياه بالإقدام على خطوة من شأنها إحراز تقدم على صعيد الحوار الوطني الفلسطيني. وعما إذا كانت تعزية عباس لمشعل في وفاة والده وإرسال مبعوث عنه لتقديم العزاء، خطوة يعوَّل عليها، أجاب: «العزاء واجب وأبو مازن لم يتخل عن إنسانيته، لكن فتح الباب للمصالحة في حاجة إلى خطوة أكبر بكثير من مجرد كسر الجليد».