أمضى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس يومه في محاولة لاحتواء الأزمة التي نجمت عن الرفض الفلسطيني الهادئ لخطته التي أمضى خمسة أشهر في إعدادها وجاب خلالها المنطقة ست مرات. وأجرى المزيد من المحادثات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في محاولة للبحث عن مخرج. وكانت القيادة الفلسطينية ردت على الخطة التي قدمها كيري لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل بالترحيب بها، لكنها طلبت منه الحصول على التزام إسرائيلي بها. وكلّفت القيادة كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات، في ختام اجتماع مطول انتهى بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، عقد لقاء مع كيري في مقر اقامته في عمان، وتسليمه رسالة من القيادة الفلسطينية ترحب بخطته، لكنها تدعوه الى الحصول على التزام إسرائيلي بها. وأجرى كيري اتصالات هاتفية مطولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قبل أن يتوجه الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس، في محاولة للبحث عن أرضية مشتركة بين الجانبين. وحملت خطة كيري المقدمة شفوياً الى الرئيس الفلسطيني خمس نقاط هي: دعوة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى التفاوض على أساس إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، مع تبادل أراض متفق عليه ومتساو في المساحة والنوعية، وأن يجري التفاوض على الحدود والأمن لفترة تراوح بين 6 و9 أشهر، وأن يضمن كيري قيام إسرائيل بتقليص البناء في المستوطنات خلال المفاوضات الى أقصى حد ممكن، وأن يضمن أيضاً قيام إسرائيل بإطلاق جميع أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم 104 أسرى، بعد شهر من بدء المفاوضات، على أن تطلق اسرائيل فور بدء المفاوضات 25 أسيراً آخر، وإطلاق خطة اقتصادية لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني. وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» ان خطة كيري لم تحمل اي جداول زمنية ملزمة، ولا التزاماً إسرائيلياً بالعودة الى المفاوضات من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. وكان مكتب نتانياهو استبق الاجتماعات الفلسطينية اول من امس بإعلان رفضه التفاوض مع الفلسطينيين على أساس حدود عام 1967. وشهدت اجتماعات القيادة الفلسطينية التي عقدت على مرحلتين، سلسلة نقاشات حامية في شأن خطة كيري، ففيما أيد البعض العودة الى المفاوضات وفق هذه الخطة، عارض الكثيرون أي عودة للمفاوضات من دون أسس وجداول زمنية واضحة. وفشلت القيادة الفلسطينية في التوصل الى صيغة للرد على كيري في الاجتماع الأول الذي شارك فيه أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمناء العامون للفصائل، ما اضطرها الى عقد لقاء ثان مصغر يمثل الفصائل المختلفة، علماً ان عباس ترأس الاجتماعين. غير أن الرد الفلسطيني على خطة كيري لا يشكل طياً لصفحة جهود وزير الخارجية الأميركي الذي أكد للجانبين أنه سيواصل البحث عن مخرج آخر. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الاسرائيلي، وإن الرئيس عباس ينتظر الخطوة الأميركية التالية قبل اللجوء الى خياره الأثير، وهو التوجه الى الأممالمتحدة للتوقيع على مواثيقها والانضمام الى منظماتها وهيئاتها المختلفة. وكان الرئيس باراك اوباما اجرى ليل الخميس - الجمعة اتصالاً هاتفياً مع نتانياهو حضه خلاله على العودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين، وفق الناطق باسم البيت الأبيض. وأفادت الإذاعة الاسرائيلية أن إسرائيل انتقلت إلى «مرحلة الانتظار» ومتابعة ما يدور في لقاءات كيري مع المسؤولين الفلسطينيين، من دون إطلاق تصريحات عنترية ضد جهوده.