لم يفلح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في التوصل اتفاق يقضي بعودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات.وانهى كيري امس جولته الخامسة منذ توليه مهامه في فبراير الماضي بلقاء مع الرئيس محمود عباس في رام الله. وقال كيري في أعقاب لقائه مع الرئيس عباس: «اتفقنا على أننا أحرزنا تقدما حقيقيا، لكن لدينا بعض الأمور التي يتوجب العمل عليها»، مضيفا أنه سوف يستمر في جهوده لمتابعة الأمور التي لم تحسم بعد.وأضاف أن المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين طلبوا منه العودة إلى المنطقة قريباً. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «هناك بعض التقدم ولا يوجد اختراق، ولكن الجهود مستمرة». وأوضح أن الرئيس جدد أمام المسؤول الأمريكي تمسكه بالمواقف الوطنية الفلسطينية في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وإطلاق سراح الأسرى. فيما كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده للعودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة مؤكدا انها لا تضع العراقيل امام استئناف المفاوضات رغم عشرات المشاريع الاستيطانية . وقال نتنياهو بان اي اتفاق سيتم التوصل اليه سيعرض على الشعب الاسرائيلي للبت فيه مؤكداً ان اسرائيل لن تساوم على امنها في اي اتفاق. وجاءت اقوال نتنياهو هذه في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية. استبعد مسؤول فلسطيني هو الاخر حصول اي انطلاقة خلال جولة الوزير كيري واضاف انه اتضح خلال اجتماعات الجانب الفلسطيني معه انه لم يحصل أي تغيير على موقف اسرائيل من الاعتراف بحدود 67 كاساس للتفاوض او من مسألة تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة . وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد قرر تمديد مهمته في المنطقة واجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن صباح امس . وقد اتخذ الوزير كيري هذا القرار في اعقاب الاجتماع المطول الذي عقده مع نتنياهو استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الاحد . ولم تتوافر أي تفاصيل عن مضمون الاجتماع الا ان معلقين سياسيين ذكروا ان كونه مطولا وأن حضور مستشارين قضائيين وضباط من جيش الدفاع ومسؤولين اخرين فيه قد يشير الى انه لم يكن اجتماعا روتينيا. وذكر مسؤول اسرائيلي كبير ان الوزير الامريكي يسعى الى عقد اجتماع رباعي في عمان خلال الاسبوع الجاري لاعادة اطلاق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين ولكنه اعرب عن تشاؤمه من فرص نجاح هذه المساعي. واستبعد مسؤول فلسطيني هو الاخر حصول اي انطلاقة خلال جولة الوزير كيري واضاف انه اتضح خلال اجتماعات الجانب الفلسطيني معه انه لم يحصل اي تغيير على موقف اسرائيل من الاعتراف بحدود 67 كأساس للتفاوض او من مسألة تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة . وقالت مصادر أردنية: إن الاردن رفض اقتراحا إسرائيليا قدمه كيري يقضي بأن تتفاوض القيادة الأردنية حول مستقبل المقدسات الإسلامية في القدسالمحتلة دون حضور الجانب الفلسطيني. وأكد مصدر إسرائيلي أن وزير الخارجية الأمريكي يخطط لإجراء قمة رباعية أمريكية-أردنية-إسرائيلية - فلسطينية في عمّان في محاولة لإنعاش عملية السلام. وأضاف المصدر لصحيفة «هآرتس» أن هناك فرصا كبيرة لانعقاد مثل هذه القمة، مشيرا إلى احتمال عقدها خلال أيام. هآرتس نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير يمكن القول ان جون كيري ساذج، لا يفهم الاجواء السياسية في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية وقد يهان في محاولاته لاعادة بنيامين نتنياهو ومحمود عباس الى طاولة المفاوضات، ولكن لا يمكن تجاهل عناد، تصميمه والجهد الدبلوماسي غير المسبوق الذي قام به في نهاية الاسبوع. ففي غضون 48 ساعة التقى كيري ابو مازن ثلاث مرات ،و ثلاث مرات مع رئيس وزراء اسرائيل ومرة واحدة مع رئيس الدولة شمعون بيرس. وكان كيري بدأ جولته المكوكية الخميس بلقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد تأخر نتنياهو عن موعد اللقاء لمشاركته في احتفال دورة الطيارين في قاعدة حتسريم لسلاح الجو في الجنوب. وفي النهاية اجتمع كيري ونتنياهو قرابة أربع ساعات حتى الساعة 1:30 بعد منتصف الليل. وتم معظم اللقاء ثنائيا وفي بعضه شاركت ايضا وزيرة العدل تسيبي لفني والمبعوث الخاص المحامي اسحق مولخو. وحسب الخطة الاصلية كان من المتوقع لكيري أن يغادر اسرائيل صباح السبت لزيارة ابو ظبي وهكذا مثلا خطط لعقد مؤتمر صحفي في الاردن يجمل فيه كيري زيارته. غير أنه في صباح السبت قرر كيري تمديد محادثاته. ألغى الزيارة الى الامارات، أجل المؤتمر الصحفي وأقلع مرة اخرى الى عمان في مروحية سلاح الجو الاردني. والتقى كيري في عمان مرة اخرى بالرئيس محمود عباس على مدى نحو ساعتين ونصف. وفي منتهى السبت عاد كيري الى القدسالمحتلة والتقى في وليمة عشاء مع نتنياهو، لفني وبعض من مستشاريهما. وانتهى اللقاء قرابة منتصف الليل. في نهاية الاسبوع حافظ كيري ورجاله على صمت شبه مطبق وطلبوا من الطرفين الامتناع عن اطلاع الاعلام على مضمون المحادثات. وعمليات الاطلاع التي جرت للمراسلين الامريكيين الذين رافقوا كيري كانت مختصرة وتضمنت أساسا تفاصيل عن قائمة الطعام في وجبات الغداء والعشاء التي تناولها كيري مع عباس ونتنياهو. وقبل وقت قصير من اللقاء بين كيري ونتنياهو قال عضو المجلس الوزاري السياسي الامني الوزير جلعاد أردان انه حسب ما لديه من معلومات، لا يزال الطرفان غير قريبين من استئناف المفاوضات. واشار اردان في مقابلة مع برنامج «التقِ الصحافة» في القناة 2 الى أن ابو مازن «لا يزال يطلب بوقف الاستيطان».