في أحد أيام رمضان كان عزيز جالساً أمام التلفاز وهو يشعر بملل شديد، رأته الجدة «رورة» فاقتربت منه وسألته: ماذا بك يا عزيز! أجابها: جميع إخوتي يجدون ما يفعلونه في هذه الأيام الفاضلة وأنا لا أجد ما أفعل، إبتسمت الجدة رورة وقالت: هذا سهل، يمكنك مساعدة والدتك في تحضير مائدة الإفطار. أعجبت الفكرة عزيز وذهب مسرعاً إلى والدته، فرحت الأم لأن عزيز وجد شيئاً يفعله بدلاً من الجلوس في الفراغ، بدأ عزيز بتقطيع بعض الخضراوات لتجهيز السلطة، كانت وريقات الخس تضحك عليه لأنه لا يستطع تناول إحداها، كما يفعل عادةً عندما تحضر أمه السلطة، تجاهلها وبدأ بترتيب اللقيمات في الصحن ووضع القليل من العسل عليها، كانت اللقيمات أيضاً تضحك لأن عزيز لم يتناول إحداها، لم يستطع عزيز أن يتمالك نفسه وقضم قضمة من حبات السمبوسة، خرج عزيز من المطبخ وهو حزين فرأته الجدة رورة وسألته عن السبب فأجاب: لقد أخطأت ولم أستطع تمالك نفسي وتناولت الطعام وقت الصيام... قالت الجدة لعزيز: لا عليك يا بني لن تكرر الخطأ مجدداً، فقط تذكر أن الصيام يحتاج لصبر، والصبر شيء لا يقدر عليه سوى الشجعان الأقوياء، وأنت بالتأكيد كذلك... فكر عزيز بكلام الجدة رورة وأكمل مساعدة أمه من دون أن يتناول شيئاً آخر. ً