اتهمت «منظمة بدر» التي يتزعمها وزير النقل هادي العامري امس «الحزب الإسلامي» بالوقوف وراء الهجمات الدامية التي تشهدها محافظة ديالى، فيما اعتبر نائب رئيس الوزراء صالح المطلك النزوح الجماعي من المحافظة نقطة تحول سلبية ستنعكس على أمن العراق. وتشهد ديالى اعمال عنف مستمر، خصوصاً في قضاء المقدادية الذي يضم خليطاً طائفياً، حيث تصاعدت الهجمات وأعمال العنف في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة الملاعب ومجالس العزاء، ما ادى الى مقتل وإصابة 98 خلال الشهر الجاري. وحمل القيادي في «بدر» قاسم الأعرجي بشدة على «الحزب الإسلامي»، في ديالى. وقال في بيان امس ان «الحزب يقف وراء الذبح المجاني لأتباع أهل البيت في المقدادية من عشيرة بني تميم». وأضاف ان «بعض اعضاء مجلس النواب يتسترون على المجرمين ويحمونهم»، مطالباً «هؤلاء النواب بتسليم الجناة الى الأجهزة الأمنية ووقف الذبح والقتل المجاني بحق الشيعة في ديالى». إلى ذلك، استنكر نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ما يحدث في بعض قرى ديالي من نزوح جماعي، وحذر من ان ذلك «يمثل نقطة تحول سلبية يمكن لها أن تنعكس على أمن المحافظة وربما على أمن العراق كله». وقال المطلك عقب زيارته ديالى في بيان: «لقد عملنا على طمأنة الأسر التي كانت تهم بالهجرة ووجهنا بأهمية استبدال أفواج الجيش والشرطة ونحن ماضون بإجراءات لردع المتجاوزين على حقوق المواطن. وزرنا طرفي المشكلة ولم نجد أن هناك عمقاً اجتماعياً أو جذوراً للمشكلة لا يمكن تجاوزها ونحن نرفض تماماً التجاوز على أي طرف ونحرص على أمن المساجد والحسينيات في محافظة ديالى ومدن العراق». وأشار إلى أن «الجيش والشرطة من المؤسسات المسؤولة عن أمن العراقيين جميعاً ولا يجوز لهما الانحياز إلى طرف دون آخر». وأكدت اللجنة التي يتزعمها المطلك امس استبدال قوات الجيش التي تتولى مسؤولية حماية القضاء بقوات اخرى. وقال عضو اللجنة النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي: «تم استبدال الفوج الذي كان يتولى حماية قضاء المقدادية بفوج آخر من الجيش لوقف نزوح الأهالي، مبيناً ان الفوج المستبدل كان ينفذ عمليات دهم وتفتيش بطريقة تسيء إلى أهالي المنطقة». وأضاف أن «انسحاب الفوج واستبداله بقوة عسكرية اخرى رسالة اطمئنان الى الأهالي لكنه اجراء غير كاف فالمطلوب بذل المزيد من الجهد لتأمين القضاء». وتابع أن «الكثير من العائلات تركت منازلها وغادرت القضاء خلال الأيام الماضية خشية التصفية نتيجة للتهديدات، فمثلاً احدى القرى التابعة للقضاء فيها قرابة المئة شخص، لم نجد فيها سوى ثلاثة والباقون هجروها مع عائلاتهم». وتابع أن «اللجنة اطلعت على واقع القضاء وقد كان هناك اتفاق مع قائد القوات البرية وقائد عمليات دجلة وقائد شرطة المحافظة على تكثيف الإجراءات ومنع حدوث ما لا تحمد عقباه». من جهة أخرى، اعلنت الأجهزة الأمنية في محافظتي كركوك وديالى امس مقتل وإصابة العشرات في احدث هجمات شهدتها المحافظتان. وأوضح مصدر امني طلب عدم ذكر اسمه في تصريح الى «الحياة» ان «المسلحين اجروا مناورات لم تعهدها القوات الأمنية كانت وراء نجاحهم في شن هجمات ادت الى مقتل وإصابة العشرات في طوزخورماتو». وكانت، سيارة مفخخة انفجرت في قضاء طوزخورماتو أمس اعقبها انفجار عبوتين ناسفتين ما ادى الى مقتل 7 وإصابة 11 آخرين. وتعرض القضاء خلال الأيام الماضية لسلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من المنازل. في هذه الأثناء حذر تنظيم «الصحوة» قوات الأمن من استهداف المراقد الدينية داعياً الى حمايتها وضبط اجراءات دخولها. وقال القيادي في التنظيم رعد الجبوري في تصريح الى «الحياة» ان «معلومات مؤكدة تشير الى وجود مخطط ارهابي لاستهداف المراقد الدينية والحسينيات، في ظل الانفلات الأمني».