أعلنت مصادر أمنية عراقية في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، مقتل 475 شخصا وإصابة 900 في هجمات طاولت المحافظة خلال ثلاثة شهور، فيما هدد وجهاء وشيوخ قضاء المقدادية باللجوء إلى حماية انفسهم وطرد القوات الأمنية. وقال مصدر مُطلع، طلب عدم ذكر اسمه، ل «الحياة»، إن «الأجهزة الأمنية عاجزة عن إحباط الهجمات التي تشن في المحافظة، نظراً إلى المحسوبية في تعيين القادة». وأشار إلى أن «الهجمات التي نفذها انتحاريون أكدت قدرة المجموعات المسلحة على تحقيق نجاحات ميدانية بدلالة سقوط عشرات الضحايا». إلى ذلك، انتقد قادة في تنظيم «الصحوة» في ديالى «تعاطي الأجهزة الأمنية مع تهديدات تنظيم القاعدة الذي أعلن شهر رمضان سيكون شهر الهجمات الدامية». وأوضح القيادي أبو الفوز العراقي في تصريح إلى «الحياة»، أن «اختيار زمان ومكان الحملات الأمنية التي نفذتها القوات الحكومية لتعقّب التنظيمات المسلحة كان غير موفق على مدى عشرة أيام، بدليل عودة سيطرة المسلحين في كثير من المناسبات». وهدد شيوخ ووجهاء في قضاء المقدادية الحكومة باللجوء إلى حماية انفسهم عبر تشكيل قوات محلية وطرد القوات الأمنية «الفاشلة». وقال الشيخ سعدون التميمي ل «الحياة» إن «صمت وتجاهل الحكومة والقوات الأمنية غير مقبول في مواجهة الاستهدافات المتكررة». وأوضح أن «العشائر في القضاء تدرس حالياً تسليح أبنائها وتكليفهم مهمات أمنية بعد الفشل الخطير الذي حققته القوات الحكومية في توفير الأمن للقضاء وللمحافظة». وأكد الشيخ عبد الباسط الجبوري وهو ابرز وجهاء عشيرة الجبور ل «الحياة»، أن «تشكيل قوات محلية يعني الاستغناء عن القوات الحكومية وطردها كونها تحولت إلى عبء». وأعلن مصدر طبي ل «الحياة» أن «حصيلة سلسلة الهجمات التي طاولت ديالى منذ نحو شهرين، بلغت 475 قتيلاً وإصابة 900 بينهم عناصر من الشرطة والجيش والصحوة». وكانت ديالى شهدت أمس هجوماً نفذه انتحاري يرتدي حزاماً فجره وسط مجلس عزاء في قضاء المقدادية وهو الهجوم الثاني خلال الشهر الجاري، ما أدى الى قتل 12 وإصابة 32، فيما أكد مصدر أمني مقتل 4 وجرح 25 شخصاً بانفجار سيارة مفخخة في ناحية بني سعد جنوب ديالى.