دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى ضبط النفس، إثر احتجاجات شعبية بعد تبرئة رجل أبيض من قتل فتى أسود أعزل، وحضّ على استغلال المسألة لمناقشة كيفية الحدّ من استخدام أسلحة نارية و «منع مآسٍ» مشابهة. وكانت هيئة محلفين في فلوريدا برأت جورج زيمرمان، وهو حارس متطوع من أب أبيض وأم بيروفية، من قتل الفتى الأسود تريفون مارتن في الولاية عام 2012. ويؤكد زيمرمان انه تصرّف دفاعاً عن النفس، فيما يعتبر ناشطو حقوق مدنية أن لإطلاقه النار دوافع عنصرية. وأثار الحكم احتجاجات، بينها تظاهرات عفوية في مدن كبرى، وخصوصاً نيويورك وسان فرنسيسكو وشيكاغو وواشنطن وأتلانتا وفيلادلفيا. ويتيح قانون في فلوريدا لأي شخص الدفاع عن نفسه، بما في ذلك استخدام سلاح في حال تعرّضه لتهديد. لكن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ اعتبر أن قوانين مشابهة «تشجع مواجهات دموية، إذ تتيح لأفراد إطلاق النار أولاً، ثم القول إنه قتل مُبرّر». وعلى رغم تبرئته، قد يواجه زيمرمان دعوى مدنية من عائلة مارتن، كما أعلنت وزارة العدل أنها تدرس مقتل الفتى، مشيرة إلى أن «مدعين فيديراليين سيحددون هل تشير أدلة إلى انتهاكٍ للقوانين الفيديرالية الجنائية المتصلة بالحقوق المدنية، والتي يمكن أن تترتب عليها ملاحقات قضائية». وأقرّ شقيق زيمرمان أن الأخير لن يكون في مأمن، بقوله: «سيتوجّب عليه أن ينظر وراءه طيلة حياته». لكن أصدقاء لزيمرمان ذكروا انه قد يدرس المحاماة، لمساعدة أشخاص يُتهمون ظلماً بجرائم قتل. ووصف أوباما، اول رئيس اسود للولايات المتحدة، مقتل مارتن بأنه «مأساة»، مستدركاً: «نحن دولة قانون، وأعطت هيئة المحلفين كلمتها. أطلب من كل أميركي أن يحترم الدعوة إلى التفكير بهدوء التي اطلقها والدان فقدا ابنهما الشاب». وأضاف: «يجب أن نسأل أنفسنا هل نفعل كل ما يمكننا لكبح العنف باستخدام أسلحة نارية. يجب أن نسأل أنفسنا، أفراداً ومجتمعاً، كيف يمكننا منع مآسٍ مشابهة مستقبلاً. هذا واجبنا كوننا مواطنين، وسبيل تكريم ذكرى تريفون مارتن». على صعيد آخر، أعلن آدم باركومنكو، مدير مجموعة «ريدي فور هيلاري» (جاهزون لهيلاري) التي أطلقها بمثابة تمهيد لحملة انتخابية محتملة لهيلاري كلينتون لانتخابات الرئاسة عام 2016، رفض تبرعات بأكثر من مليون دولار. وأبدى ناطق باسم كلينتون «دهشة لهذه الطاقة والحماسة»، مستدركاً أن وزيرة الخارجية السابقة «هي الوحيدة التي يمكنها اتخاذ قرار شخصي جداً».