تسعى خمسة أحزاب أوكرانية موالية للغرب كسبت 70 في المئة من أصوات الانتخابات البرلمانية التي أجريت اول من امس، في نتائج لا سابق لها منذ استقلال البلاد عام 1991، الى تجاوز خلافاتها من اجل تشكيل تحالف. ترافق ذلك مع سقوط صواريخ من نوع «غراد» على مدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا الذين قاطعوا الانتخابات تمهيداً لتنظيم اقتراع خاص في الثاني من تشرين الثاني (المقبل). كما تحدث الجيش الأوكراني عن اطلاق صواريخ على مواقعه قرب مدينة ماريوبول الساحلية، ما أنهى هدنة استمرت حتى نهاية الأسبوع. وأكد بوروشينكو الذي تصدّر حزبه الاقتراع بنسبة 40 في المئة من الأصوات رغبته في تشكيل تحالف مع «الجبهة الشعبية» بزعامة رئيس الوزراء آرسيني ياتسنيوك التي كسبت 21.6 في المئة من الأصوات، ما يرجح احتفاظ الأخير بمنصبه. وقال بعد استقباله ياتسنيوك: «الجبهة الشعبية شريك أساسي، لكنني منفتح على بقية الأحزاب»، فيما نبّه غانا غوبكو زعيم حزب «ساموبوميتش» الذي يضمّ ناشطين شباناً ومقاتلين عادوا من الجبهة والفائز ب 11 في المئة من الأصوات، إلى أن تحالفاً محتملاً يضمه يجب ألا يكون «موالياً للرئيس بل لأوكرانيا»، ملمحاً الى ان الحزب لا ينوي تقديم دعم أعمى الى رئيس الدولة. ويؤيد حزبا «الجبهة الشعبية» و»ساموبوميتش» اتخاذ موقف حازم من الانفصاليين وموسكو، من دون اعتبارهما «أحزاباً حربية» كما يُسمى «الحزب الراديكالي» بزعامة أوليغ لياشكو والذي نال 7.4 في المئة من الأصوات، أو «باتيكفتشينا» (5.7 في المئة) بزعامة رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو. وستتمثل المعارضة بحلفاء سابقين للرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش الذين كسبوا 9.8 في المئة من الأصوات، فيما فشل الحزب الشيوعي الذي يعتبره بوروشينكو «الطابور الخامس لموسكو» في دخول البرلمان بحصوله على 3.9 في المئة من الأصوات. واعتبر بوروشينكو فوز القوى الموالية للغرب تصويتاً على الثقة بخطته للسلام، في مواجهة فريق يدعو الى شن هجوم واسع في الشرق رغم ابرام وقف هش للنار منذ 5 ايلول (سبتمبر) الماضي. وعموماً، يدهم الوقت الحكم في اوكرانيا الذي سيصوت على اصلاحات اساسية لإخراج البلاد من كساد عميق، ومكافحة الفساد المزمن وتقريبها من الاتحاد الأوروبي. وبحلول الشتاء، يجب تسوية الخلاف الذي يحرمها من الغاز الروسي منذ حزيران (يونيو) الماضي.