تؤكد النتائج الجزئية في الانتخابات الأوكرانية التي صدرت صباح أمس النتيجة غير المسبوقة منذ الاستقلال في 1991 (حوالي 70% من الأصوات) التي حصلت عليها اللوائح الخمس الأساسية المؤيدة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي. وبعد إطاحة رئيسها السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، وضم روسيا للقرم وبدء الانتفاضة الانفصالية في الشرق، تدير البلاد على ما يبدو ظهرها لماضيها السوفياتي، كما يؤكد ذلك النتيجة الضعيفة للموالين لروسيا وخصوصا اختفاء الشيوعيين. وبعد فرز 40% من الأصوات، تتقارب كتلة بوروشنكو (21.5%) مع الجبهة الشعبية (21.6%) التي يتزعمها رئيس الوزراء أرسيني ياتسنيوك الذي تزداد إمكانية التجديد له في منصبه. ويليهما حزب ساموبوميتش (11%) الذي يضم ناشطين شبانا ومقاتلين عادوا من الجبهة. ويؤيد هذان الحزبان الأخيران اتخاذ موقف حازم من الانفصاليين ومن موسكو، من دون اعتبارهما «أحزاباً حربية» كما كان يسمى الحزب الراديكالي (7.4%) بزعامة أوليغ لياشكو أو باتيكفتشينا (5.7%) بزعامة رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو. واستمر الحلفاء السابقون ليانوكوفيتش من خلال كتلة المعارضة (9.8%)، لكن الحزب الشيوعي (3.9%) الذي يعتبره بوروشنكو «الطابور الخامس لموسكو» لم يبلغ عتبة ال 5% الضرورية لدخول البرلمان. ورحب بهذه النتائج عدد كبير من البلدان الأوروبية وخصوصا من الكتلة السوفياتية السابقة. تسعى الأحزاب الأوكرانية الموالية للغرب التي حققت فوزا ساحقا في الانتخابات النيابية، إلى تجاوز خلافاتها من أجل تشكيل تحالف، مدفوعة باستئناف المعارك في الشرق الانفصالي. واعتبر الرئيس بترو بوروشنكو الفوز الذي حققته القوى الموالية للغرب في انتخابات الأحد، تصويتاً على الثقة بخطته للسلام، خلافا للفريق الذي يدعو إلى شن هجوم واسع النطاق. ورحبت موسكو بحذر بفوز أنصار «التسوية السلمية» للنزاع، عبر تصريح نائب رئيس وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين. واستقبل بوروشنكو مساء الأحد ياتسنيوك الذي أكد تشكيل تحالف «في أقرب فرصة ممكنة حتى تقوم الحكومة والبرلمان الجديد سريعا بالإصلاحات الضرورية للبلاد» التي ينخرها الفساد المستشري والركود العميق. وأكد بوروشنكو أنه يريد تشكيل تحالف مع الجبهة الشعبية باعتبارها «شريكاً أساسياً» لكنه منفتح على الأحزاب الأخرى.