أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن بلاده ستعترف بنتائج الانتخابات البرلمانية في أوكرانيا، على رغم أنها لم تأتِ على هوى موسكو بعد إعلان اكتساح الأحزاب الموالية للغرب غالبية المقاعد. تزامن ذلك مع تجدد القصف المدفعي في منطقة دونيتسك الانفصالية، بعد يومين من الهدوء، بسقوط صواريخ من نوع «غراد» على مناطق قريبة من المطار، فيما تحدث الجيش الأوكراني عن إطلاق صواريخ على مواقعه قرب مدينة ماريوبول الساحلية. وقال لافروف: «لم تجرِ الانتخابات في كل أراضي أوكرانيا، ولكن من المهم أن تظهر سلطة فيها لا تتقاتل أطرافها، ولا تجذب البلاد نحو الغرب أو الشرق، بل تساهم في تسوية القضايا الجوهرية، لذا نأمل بتشكيل حكومة بناءة تعمل لتهدئة التوتر وتحسين العلاقات مع موسكو» (للمزيد). واعتبر غريغوري كاراسين، نائب لافروف، أن «القوى السياسية العقلانية المؤيدة لتسوية نزاع الشرق سلمياً» انتصرت في انتخابات أوكرانيا، وهو ما أكده الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قائلاً إن «غالبية ناخبي الشرق منحت أصواتها لمصلحة خطة التسوية السياسية للأزمة»، على رغم أن سكان منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين قاطعوا الانتخابات، في انتظار تنظيم اقتراع خاص في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. لكن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (البرلمان) الروسي أليكسي بوشكوف صرح بأن «انتخابات أوكرانيا لم تسفر عن تبدل حقيقي في تركيبة السلطة، ما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة المقبلة على تسوية الأزمة». وتضم التشكيلة البرلمانية الجديدة حزبي «الجبهة الشعبية» بزعامة رئيس الوزراء آرسيني ياتسنيوك و «ساموبوميتش» اللذين يؤيدان اتخاذ موقف حازم من الانفصاليين وموسكو، إضافة الى حزبين قوميين يتسمان ب «نزعة حربية»، هما «الحزب الراديكالي» بزعامة أوليغ لياشكو و «المساعدة الذاتية» بزعامة عمدة مدينة لفيف، أندريه سادوفي، وحزب «الوطن» الوسطي الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو. وأعلن بوروشينكو أن حزبه سيشكل تحالفاً قوياً مع حزب رئيس الوزراء، داعياً كل الأحزاب الفائزة إلى المشاركة في ائتلاف حكومي عريض.