ساد غموض وضع ادوارد سنودن، المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأميركية الذي سرّب معلومات عن تنصّت الولاياتالمتحدة على الاتصالات الهاتفية والالكترونية في العالم، اذ أعلن موقع «ويكيليكس» أنه «لم يوافق بعد رسمياً» على لجوء سياسي عرضه عليه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مناقضاً بذلك تصريحاً في هذا الصدد لنائب روسي بارز. وأشار «ويكيليكس» الى ان «سنودن لم يوافق بعد رسمياً على اللجوء الى فنزويلا»، مذكراً بأن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف ألغى تغريدة على «تويتر» عن «موافقة سنودن على عرض اللجوء السياسي من مادورو». وأضاف «ويكيليكس» الذي أدى دوراً مهماً في فرار سنودن ووصوله في 23 حزيران (يونيو) الماضي الى منطقة الترانزيت في مطار موسكو-تشيريميتييفو: «ستعلن الدول المعنية هل هذا الأمر ملائم ومتى. وعندها، سنؤكد ذاك الإعلان». وكان بوشكوف كتب تغريدة أخرى، موضحاً ان ما فعله كان مجرّد نشر خبر بثّته شبكة «فستي 24» الإخبارية الروسية التي كانت اشارت الى أن «فنزويلا تلقّت في النهاية رداً» من سنودن حول طلبه لجوءاً سياسياً. اما وزير الخارجية الفنزويلي الياس خاوا فلفت الى ان سنودن «لم يؤكد بعد نيته طلب اللجوء الى فنزويلا»، مستدركاً: «يقول الرئيس مادورو إن سنودن قد يجد حماية إنسانية في بلادنا، إذا قبِل عرض اللجوء إلى فنزويلا». وأكد أن كراكاس «لن تسلّمه (لواشنطن)، لأن ذلك ليس قانونياً ولا أخلاقياً»، وزاد: «لن يضغط علينا أحد، لأننا محكومون بالقانون الدولي لتأمين اللجوء لأي شخص يطلبه». في غضون ذلك، طلبت كولومبيا توضيحات من الولاياتالمتحدة، بعدما أوردت صحيفة «أو غلوبو» البرازيلية، استناداً الى وثائق كشفها سنودن، ان برامج التجسس لوكالة الأمن القومي الأميركي استهدفت معظم دول أميركا اللاتينية، وخصوصاً البرازيل وكولومبيا وفنزويلا والمكسيك. وكانت «أو غلوبو» أوردت أن كولومبيا، وهي حليف أساسي لواشنطن في اميركا اللاتينية، «شكّلت في السنوات الخمس الأخيرة ثاني هدف للتجسس، بعد البرازيل والمكسيك، لدى وكالة الأمن القومي الاميركي»، مضيفة: «في آذار (مارس) الماضي، باتت كولومبيا أكثر اولوية من البرازيل بالنسبة الى الوكالة. وتظهر وثائق جمعاً منتظماً للمعلومات في كولومبيا، بين 2008 والفصل الأول من السنة». وأشارت الى ان الوكالة «جمعت معلومات عن النفط والمعدات العسكرية في فنزويلا، وعن الطاقة والمخدرات في المكسيك، ورصدت تحرّك القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)». الى ذلك، اعتبر موريس ديفيس، وهو مدعٍ سابق كُلِّف ملاحقة معتقلي سجن غوانتانامو ويمثل بوصفه شاهداً في محاكمة الجندي الاميركي برادلي مانينغ الذي سرّب وثائق «ويكيليكس»، ان نشر الاخير وثائق سرية حول المعتقلين، لم يعرّض الأمن القومي الاميركي لخطر.