طرابلس، لندن - رويترز، أ ف ب - قال مصدر ليبي رسمي أمس الأربعاء إن عبدالباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة أميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988 والذي يعاني من السرطان، نُقل إلى العناية الفائقة في أحد مستشفيات طرابلس. وأفرج عن المقرحي من سجن في اسكتلندا الشهر الماضي لأنه يعاني من سرطان البروستاتا وفي حال صحية متردية. وانتقدت الولاياتالمتحدة وأحزاب المعارضة في بريطانيا قرار الافراج عنه. وقال المسؤول الليبي الذي طلب عدم ذكر اسمه ل «رويترز»: «تم نقله إلى غرفة الطوارئ في المستشفى. إنه في حال متردية ولا يستطيع التحدث إلى أحد». وجاء ذلك في وقت رفض رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اتهامات بأن حكومته ضغطت على اسكتلندا للافراج المبكر عن مفجّر لوكربي في محاولة لتحسين علاقات بلاده التجارية بليبيا. وقال براون في قمة للتوظيف في برمنغهام بوسط انكلترا: «من جانبنا لم تكن هناك أي مؤامرة أو تغطية أو خداع أو اتفاق نفطي أو محاولة لتوجيه الوزراء الاسكتلنديين أو تأكيدات من جانبي بصفة شخصية للعقيد (معمر) القذافي». وأضاف: «كنا واضحين تماماً طول الوقت مع الليبيين والآخرين بأن هذا القرار من شأن الحكومة الاسكتلندية». وجدد براون ادانته «للمشاهد المسيئة» للاستقبال الحافل الذي لقيه المقرحي في طرابلس لدى عودته الى بلاده بعد الإفراج عنه الشهر الماضي. وفي أعقاب تلك المشاهد التي أثارت غضب الإدارة الأميركية وعائلات ضحايا التفجير الاميركيين وعددهم 189 شخصاً، قال براون إن واجبه كرئيس وزراء بريطانيا يملي عليه تخفيف أي معاناة عن عائلات الضحايا. ولم يشارك المقرحي في الاحتفالات التي شهدتها ليبيا هذا الاسبوع بالذكرى الاربعين لقيام الثورة الليبية. وقال براون ان المقرحي «لم يظهر في هذه الاحتفالات»، مشيداً بعودة ليبيا إلى المجتمع الدولي في السنوات الاخيرة. وقال ديفيد كاميرون زعيم المعارضة البريطاني في وقت سابق إن بريطانيا تواجه اتهامات «بالخداع» في ما يتعلق بالافراج عن المقرحي، اذ وعدت ليبيا بشيء ووعدت اميركا بشيء آخر. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس إن بلاده أبلغت ليبيا أنها لا تريد للمقرحي أن يموت في السجن ولكنه نفى ممارسة ضغوط على الحكومة الاسكتلندية التي لها سياستها القضائية الخاصة بها لاطلاقه. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية: «لم نرد له أن يموت في السجن. لا لم نكن نسعى إلى وفاته في السجن... قلنا في كل المراحل إن الأمر يرجع للحكومة الاسكتلندية». وأظهرت وثائق نشرتها الحكومة الاسكتلندية أن مسؤولين ليبيين حذّروا لندن من أن وفاة المقرحي في سجن اسكتلندي ستكون لها «آثار كارثية على العلاقات بين ليبيا وبريطانيا». وعرضت صور عودة المقرحي إلى طرابلس على شاشة عملاقة في العاصمة الليبية ليل أول من أمس الثلثاء خلال الاحتفالات بالذكرى الاربعين لثورة 1969 التي قادها الزعيم الليبي معمر القذافي. وأظهرت هذه المشاهد المقرحي واقفاً على باب الطائرة التي عادت به الى طرابلس وقد أمسك بيده سيف الإسلام نجل العقيد القذافي ورفعها في الهواء، علامة على النصر. وهذا المشهد، الذي لم تزد مدته على ثلاث ثوان، جاء ضمن شريط طويل استعرض أبرز المحطات في عهد القذافي وتم بثه على شاشة عملاقة خلال الحفل الضخم الذي اقيم إحياء للذكرى الأربعين لثورة الفاتح التي أوصلت القذافي الى الحكم. وأفادت مصادر ديبلوماسية فرنسية أن فرنسا وليبيا دشنتا الأربعاء مستشفى في بنغازي (شرق ليبيا) يندرج تحديثه في إطار الوعود الفرنسية بالمساعدة الانسانية التي قطعت اثناء الافراج عن الممرضات البلغاريات في تموز (يوليو) 2007. ودشن المستشفى وزير الصحة الليبي محمد حجازي والوزير الفرنسي المنتدب آلان جوانديه الذي مثّل بلاده في احتفالات ثورة الفاتح.