ذكرت تقارير يمنية أن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات في محافظة عدن جنوبي اليمن امس، في الذكرى السنوية الأولى لانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن. ونقلت وكالة "براقش نت" عن مصدر طبي في عدن أن المواجهات اندلعت بمنطقتين في المدينة، وأنها أسفرت عن مقتل سبعة وإصابة 57 آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات عدن. وأوضحت التقارير أن المواجهات دارت بين نشطاء الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن من ناحية، وبين عناصر من حزب الإصلاح أكبر أحزاب اللقاء المشترك المشارك في الحكومة وعناصر الأمن من ناحية أخرى. وأعلنت فعاليات تنظيم تظاهرات مؤيدة وأخرى مناهضة للوحدة في عدن في ذكرى انتخاب هادي. ويستعد الحراك الجنوبي المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال، والقوى المؤيدة للوحدة وللتجمع اليمني للاصلاح (اسلامي مشارك في الحكومة)، الى التظاهر في نفس المكان والزمان بعد ظهر الخميس في ساحة العروض، وسط مخاوف من مواجهات بين الجمهورين. ويحتفل مؤيدو الوحدة في الذكرى الاولى لانتخاب هادي المتحدر من الجنوب رئيسا توافقيا لليمن ضمن اتفاق انتقال السلطة، بينما يحتفل الحراك بالذكرى الاولى ل"مقاطعة" هذه الانتخابات. الا ان السلطات تمنع انصار الحراك من الوصول الى ساحة العروض بحسب ناشطين. واعتقلت السلطات خلال الايام الماضية عددا من الناشطين الجنوبيين المطالبين بالانفصال لاسيما القيادي قاسم عسكر، فيما اتهم ناشطو الحراك التجمع اليمني للاصلاح باستقدام ناشطين من الشمال. ويتجمع آلاف من انصار الحراك، خصوصا القادمون من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت والمهرة، في احياء قريبة من ساحة العروض، خصوصا في مخيم الشهيد درويش، بانتظار التقدم الى ساحة العروض. ويرفع انصار الانفصال اعلام دولة اليمن الجنوبي السابقة التي كانت مستقلة حتى العام 1990، وصور نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الذي يقود الجناح المتشدد في الحراك، وصور القيادي المعتقل قاسم عسكر. وهتف المحتجون في عدن "ثورة ثورة يا جنوب" و"برا برا يا استعمار". كما يستعد انصار الوحدة للتقدم بدورهم بعد الظهر وقد دخل الالاف منهم الى ساحة العروض. ويرفع انصار الوحدة اعلام اليمن وصور الرئيس عبدربه منصور هادي ولافتات كتب عليها "اليمن دولة مدنية موحدة" و"الوحدة قوتنا". وقد فرضت السلطات تدابير امنية مشددة في المدينة، وانتشرت وحدات الشرطة والجيش بكثافة فيما شلت الحياة بشكل كبير في كبرى مدن الجنوب في ظل مخاوف من مواجهات على نطاق واسع في الشارع، بحسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وقال مصدر امني في صنعاء ان جنديين اصيبا بجروح اذ قام مسلحون مجهولون باستهدافهم من على اسطح المباني المحيطة بساحة العروض. واكد المصدر "لدينا توجيهات من جهات عليا بعدم اراقة الدماء". واستمر تدفق مناصري الحراك الى عدن خلال الايام الماضية. وقال احد ناشطي الحراك ان الشرطة "اعترضت الالاف من انصارنا كانوا قادمين من محافظتي لحج والضالع عند المدخل الشمالي لعدن ليل الاربعاء الخميس واطلقت النار مما ادى الى اصابة اثنين بالرصاص بالاضافة الى سقوط مصابين بحالة اختناق جراء الغاز المسيل للدموع". واكد ناشط آخر ان مواجهات حصلت مع الشرطة ايضا عند المدخل الشرقي للمدينة حيث "حاولت الشرطة منع دخول موكب من انصارنا قادمين من محافظة ابين وشبوة وحضرموت والمهرة يقودهم رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم مما ادى الى اصابة اثنين". وقال فادي باعوم النجل الاكبر لحسن باعوم ان "والدي نجا مساء الاربعاء مما نعتبره محاولة اغتيال نفذها عناصر الامن". وذكر باعوم ان رجال الامن "اطلقوا الرصاص نحو موكب والدي الذي كان يتقدم قرابة اربعمئة سيارة لدخول عدن مما ادى الى سقوط جرحى". وبحسب باعوم "فشلت الشرطة في الحد من تدفقهم الى عدن للمشاركة في تظاهرة يوم الكرامة 21 فبراير".. ويلقي التوتر في عدن بظله على افق الحوار الوطني المنتظر في اليمن. وكان فصيلان من الحراك الجنوبي قررا المشاركة في الحوار الذي يفترض ان ينطلق في 18 اذار/مارس في اطار تنفيذ اتفاق انتقال السلطة والسعي لحل مشكلات البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية والتمرد في الشمال، فضلا عن تعديل الدستور. الا ان قسما كبير من الحراك ما زال يرفض الانضمام الى الحوار، لاسيما الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض. وهدد مجلس الامن بفرض عقوبات على اي طرف يعرقل المرحلة الانتقالية في اليمن. على صعيد اخرأعلنت السلطات اليمنية امس ان وفدا من خبراء مجلس الأمن الدولي سيصل اليوم إلى صنعاء للمشاركة في التحقيق بشأن ضبط سفينة أسلحة في المياه الإقليمية اليمنية تردد ان مصدرها إيران. ونسبت وزارة الدفاع اليمنية اليوم عبر موقعها الالكتروني الى مصدر وصفته ب "المطلع" قوله ان "وفدا أمنيا وفنياً يضم خبراء من مجلس الأمن الدولي سيصل الجمعة للاطلاع على التحقيقات الجارية بشأن ضبط سفينة أسلحة إيرانية كانت تحاول تهريب أسلحة خطيرة إلى اليمن". وقال المصدر ان "زيارة الوفد تأتي بناءً على طلب الحكومة اليمنية من مجلس الأمن المساعدة في كشف ملابسات الشحنة التي نجحت السلطات اليمنية في كشفها أخيراً "مشيرا الى أن فريق الخبراء يمثل لجنة العقوبات على إيران التي شكلها مجلس الأمن في قراره رقم 1737 في 2006. وكان اليمن طلب رسميا من مجلس الأمن في 17 من الشهر الجاري المساعدة في التحقيق بشأن شحنة الأسلحة المضبوطة في المياه الإقليمية اليمنية،والتي نفت وزارة الخارجية الإيرانية ان يكون مصدرها إيران.