اغتال مسلحون مجهولون يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن، مسؤولاً امنياً في محافظة البيضاء (جنوب العاصمة صنعاء) امس، بالتزامن مع أحداث عنف شهدتها مناطق جنوب اليمن لليوم الثاني على التوالي، في وقت توجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في شكل مفاجئ الى عدن للاطلاع عن كثب على ما يجري فيها من أعمال عنف وصدامات بين الشرطة ومسلحين انفصاليين من «الحراك الجنوبي» حاولوا فرض العصيان المدني بقوة السلاح، وفي مسعى منه لإقناع المعارضين الجنوبيين بالتهدئة والتخلي عن العنف والمشاركة في الحوار الوطني المرتقب. وذكرت مصادر محلية في محافظة البيضاء ان مدير الامن في مديرية ذي ناعم الرائد عبد الولي النهمي قتل مع احد مرافقيه برصاص مسلحين كمنوا له بالقرب من احد مداخل مدينة البيضاء. ويعتقد أن «القاعدة» هو المسؤول عن الاغتيال، بعدما كانت السلطات المحلية أعلنت في وقت سابق عن التوصل إلى هدنة أنهت المواجهات في منطقة المناسح القبلية القريبة من مدينة رداع في المحافظة نفسها، بين الجيش ومسلحين قبليين كانوا يؤوون عناصر من «القاعدة»، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى. وتزامن مع استمرار أعمال العنف لليوم الثاني على التوالي، في بعض مناطق الجنوب اليمني، حيث تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين من المعارضة الانفصالية التابعة لنائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض المدعوم من إيران، في مدينة المكلا. وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» في حضرموت (شرق) قيام عناصر مسلحة من «الحراك الجنوبي» بقطع الطرق في المدينة وإشعال إطارات سيارات، ما أجبر الشرطة على استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم. وعلمت «الحياة» من مصادر مقربة من الرئيس هادي الذي وصل الى عدن ليل السبت، أنه وجه النائب العام بإجراء تحقيق فوري وشفاف في أحداث العنف، كما أجرى اتصالات مع قيادات الحراك الانفصالي في الداخل حاضاً إياها على التهدئة ونبذ العنف والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب في آذار (مارس) المقبل. وقام هادي في أول زيارة له لمناطق الجنوب منذ توليه الرئاسة في شباط (فبراير) من العام الماضي، بجولة تفقد فيها محافظة أبين المجاورة لعدن، حيث مسقط رأسه، مطلعاً على حجم الدمار الذي خلفته الحرب بين الجيش ومسلحي «القاعدة» في مدن المحافظة، قبل أن يتمكن الجيش من دحر عناصر التنظيم منها أواسط العام الماضي. على صعيد منفصل، بدأ أمس في عدن فريق تابع للجنة العقوبات في الأممالمتحدة، التحقيق في شحنة الأسلحة المتطورة والمتفجرات التي ضبطتها السلطات اليمنية في مياهها الإقليمية، في كانون الثاني (يناير) على متن سفينة قالت إنها قادمة من إيران، ما جعلها تتقدم بطلب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي للتحقيق في الشحنة، وسط اتهامات لطهران بالتدخل في شؤون اليمن الداخلية، وبدعم فصائل المعارضة الجنوبية الساعية للانفصال.