شيعت بغداد امس ضحايا سلسلة تفجيرات مساء «الثلثاء» التي ضربت معظم احياء العاصمة وبعض المحافظات الأخرى، وسط استياء شعبي عارم، وتوقعات رسمية بزيادة الهجمات»الإرهابية» خلال شهر رمضان المقبل. وضرب21 هجوماً مساء الثلثاء عدداً من محافظات البلاد سقط على اثره 313 قتيلاً وجريحاً، كانت للعاصمة بغداد الحصة الأكبر بحسب إحصاءات غير رسمية تناقلتها وسائل الإعلام المحلية. لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية العقيد سعد معن اكد ل»الحياة» ان «اعداد القتلى لم تتجاوز 13 قتيلاً في كل المحافظات بعد تفجيرات الثلثاء» مشيراً الى ان «معظم الجرحى غادرا المستشفيات بعد تلقي العلاج اللازم». وانتقد معن «طريقة التهويل التي تتبعها بعض وسائل الإعلام وعدم ذكر الأرقام الرسمية والحقيقة بعد كل حادث». وكشف عن خطة امنية جديدة خصوصاً بشهر رمضان المقبل قال انها ستعتمد في شكل اساس على الجهد الاستخباري وستركز على حماية دور العبادة والأماكن العامة خصوصاً في فترة ما بعد الإفطار». وتابع «تتضمن الخطة أيضاً الانتشار الأمني المكثف في بعض المناطق التي يتوقع ان تنطلق منها الجماعات الإرهابية في هجماتها». وأكد المتحدث باسم الداخلية ان القوات الأمنية «تقوم الآن بعمليات استباقية كان آخرها اليوم (امس) والتي اسفرت عن اعتقال ما يسمى القاضي الشرعي لولاية جنوب الموصل وضاح عبد تركي» مشيراً الى ان «تركي يعد من الشخصيات المهمة في تنظيم «دولة العراق الإسلامية» وكان له دور كبير في توجيه العمليات الإرهابية في عموم مناطق العراق». ورجح عضو لجنة الأمن البرلمانية حسن جهاد ازدياد التدهور الأمني خلال شهر رمضان. وأضاف ان «اللجنة الأمنية تقيم الوضع الأمني بأنه غير جيد نتيجة استمرار العمليات الإرهابية وسقوط العشرات من الضحايا دون اي رادع او جهد حقيقي لإيقاف هذه العمليات. وأشار النائب عن «ائتلاف الكتل الكردستانية» الى ان «التدهور الأمني الأخير وتكرار استهداف الأحياء الشعبية والملاعب الرياضية دليل واضح على فقدان المعلومة الاستخبارية وعدم وجود خطط محكمة للقضاء على الإرهاب». الى ذلك طالب رئيس البرلمان اسامة النجيفي الأجهزة الأمنية بإعادة النظر في الإجراءات الأمنية الحالية «التي اثبتت عدم فعاليتها في فرض الأمن والحد من الخروق المتكررة التي كبدت العراق خسائر جسيمة». وقال النجيفي في بيان اننا «ندين ونستنكر بأشد العبارات التفجيرات الإجرامية الآثمة التي استهدفت أهلنا وأحباءنا في بغداد ومحافظات عدة والتي تأتي ضمن حملة الاستهدافات الإجرامية البشعة الرامية إلى بث الفرقة والشحناء وإثارة النعرات الطائفية بين ابناء الشعب الواحد». ودعا النجيفي الأجهزة الأمنية الى «العمل على اتخاذ اجراءات اكثر فاعلية تبرهن للشعب من خلالها قدرتها على معالجة الأمور وحماية المواطنين الأبرياء». فيما اعتبرت «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي ان التفجيرات اليومية بات تهدد «التعايش السلمي» بين ابناء الشعب العراقي. وذكرت في بيان «أننا نستنكر التفجيرات التي طاولت الكثير من المدن العراقية وراح ضحيتها الكثير من المواطنين الأبرياء». وشدد البيان على «ضرورة ان تكون للكتل السياسية وقفة جادة لمحاسبة المقصرين وإيقاف نزيف الدم»، مشيراً إلى انه «من غير المعقول ان تكون هناك سيطرة لقوى الأمن وتحدث كل هذه التفجيرات». وأضاف»علينا إصلاح المنظومة الأمنية في العراق وإلا فإن التفجيرات اليومية لن تدع أي فرصة للتعايش بين أبناء الشعب العراقي وستقتل كل بارقة أمل لإصلاح الأوضاع».