بلغت حصيلة تفجيرات الاحد في العراق أكثر من 442 قتيلا وجريحاً في بغداد وديالى ونينوى وميسان وكركوك وصلاح الدين والبصرة وذي قار والانبار، وبلغ ذروته ليل الاثنين في بغداد التي شهدت تفجيرات متفرقة راح ضحيتها اكثر من خمسين قتيلا. وتبنى تنظيم «القاعدة» في بيان امس الهجمات. في هذه الاثناء توالت ردود الفعل الشعبية والسياسية المنددة ب»الارهاب» وباداء الاجهزة الامنية، وقال رئيس البرلمان اسامة النجيفي ان التفجيرات «محاولة لاثارة الفتنة الطائفية». وقال في بيان: «اننا ندين ونستنكر بأشد العبارات التفجيرات الاجرامية التي طاولت اهلنا وأعزاءنا ،ونؤكد ان هذه الاستهدافات المتكررة على ايدي المجرمين والقتلة والتخطيط لاسقاط اكبر عدد من المواطنين الابرياء انما يراد به زعزعة الامن والاستقرار ومحاولة لايجاد ثغرة يمكن من خلالها اثارة الفتنة الطائفية والقومية وجر البلاد الى مستنقع جديد من الدماء». واضاف: «كان من المفترض ان تكون الاجهزة الامنية على اتم الاستعداد والجاهزية لصد مثل هذه الهجمات خصوصا ان العراق يمر بمرحلة خطرة من تاريخه السياسي، وان مثل هذه الاستهدافات البشعة وغير الاخلاقية قد تكررت كثيراً وراح ضحيتها المئات من ابناء العراق». وطالب الاجهزة الامنية «بمزيد من الحذر والتعامل مع هذه الاحداث بمستوى يتناسب وحجم تهديداتها وخطورتها على حياة المواطنين، وبذل كل الجهود لملاحقة المنفذين والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل». ودان النائب الاول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل التفجيرات وقال: «في الوقت الذي نستنكر هذه التفجيرات الارهابية، فاننا ندعو القادة الامنيين الى تغيير خططهم الامنية واتباع استراتيجية صحيحة تقضي على الجماعات الارهابية وتتعقب الخلايا النائمة من اجل توفير الامن والامان للمواطن». وشدد على «ضرورة تعزيز الجهد الاستخباراتي لتوفير المعلومة للقوات الامنية وتوجيه ضربات استباقية للجماعات الارهابية «، مشيراً في الوقت ذاته الى ضرورة ان يتحمل القادة الامنيون مسؤوليتهم في الحفاظ على امن المواطن. وجدد دعوته المسؤولين عن الملف الامني الى الاستعانة بأجهزة جديدة وفعالة ومتطورة لكشف المتفجرات. ودانت سفارة الولاياتالمتحدة في بغداد امس بشدة «الهجمات الارهابية التي استهدفت بغداد وباقي المحافظات». وأفاد بيان للسفارة انها «تدُين بشدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في مختلف أنحاء العراق اليوم، وتحديداً في كركوك والبصرة وتكريت وبعقوبة والناصرية وميسان وحويجه والموصل ونينوى وبلد وصلاح الدين». واضافت ان «هذه الهجمات البشعة استهدفت المجتمع العراقي من دون تمييز في جميع أنحاء البلاد، ونحن بدورنا نقدم تعازينا القلبية الحارة لعائلات ومجتمعات هؤلاء الضحايا، ونتمى للمصابين الشفاء العاجل». الى ذلك، أكدت وزارة الداخلية أن «الهجمات ذات استهداف واضح لاثارة الفتن الطائفية وزيادة الاحتقانات السياسية وتشتيت الجهود الامنية». وأضافت في بيان:» تعرض عدد من المدن العراقية الى هجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة في سلسلة جديدة من الاعتداءات التي يقوم بها تنظيم القاعدة الارهابي، وقد جاءت هذه الهجمات في سياق استراتيجية قوى الارهاب الرامية الى استثمار الاجواء السياسية الداخلية والاقليمية لاعادة صورة المشهد الامني الى ما كانت عليه قبل خطة فرض القانون» . وتابع: «ان هذه الهجمات تعري قوى الارهاب اكثر من ذي قبل وتكشف الوجه القبيح لمن خدعوا البعض في السنوات المنصرمة والتي صورت اعمالهم شكلاً من اشكال المقاومة والجهاد ضد المحتلين، فالهجمات الراهنة استهدفت المساجد والاسواق الشعبية والمواطنين العزل في استهداف طائفي واضح لاثارة الفتن الطائفية وزيادة الاحتقانات السياسية وتشتيت الجهود الامنية، ولكي تصب اهداف هذه الهجمات في طاحونة قوى متربصة بأمن العراقيين واستقرارهم وازدهار» . واشار البيان الى ان «جروح العراقين ستزيدهم اصراراً وعناداً في رفض الانصياع لارادة الارهاب ومخططاته الخبيثه وستزيدهم ارادة القوى الامنية صلابة في مواجهة الارهاب وحواضنه، فالمعركة ضد الارهاب مستمرة وقواتنا الامنية في تطور من حيث العدة والعدد والخبرات وهي ماضية في تكثيف جهودها لتحجيم الارهاب».