اعلن قائد الجيش الأفغاني الجنرال شير محمد كريمي أن باكستان تستطيع إنهاء الحرب في أفغانستان «خلال أسابيع إذا كانت تريد السلام فعلاً، لأنها تسيطر على متمردي حركة طالبان الأفغان وتدعمهم». لكن إسلام آباد رفضت هذه المزاعم «في شكل قاطع» ووصفتها بأنها «استفزازية». يأتي ذلك بعد أسابيع من التوتر بين البلدين في شأن احتمال اجراء محادثات سلام مع «طالبان»، ما يعكس خلافات عميقة وعدم الثقة السائد بين الجارتين قبل سنة ونصف السنة على انسحاب غالبية قوات الحلف الأطلسي (ناتو) التي تدعم حكومة كابول في مواجهة طالبان، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية في المستقبل. وتحدث كريمي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن انعدام الثقة بين البلدين، وقال: «أطلقت باكستان العنان لحركة طالبان في أفغانستان بإغلاقها المدارس الدينية التي تحضن الإسلاميين المتطرفين»، مندداً بدور باكستان في تنامي التطرف الإسلامي على الأراضي الأفغانية، علماً أنها اعتبرت الدولة الأولى التي دعمت نظام «طالبان» بين عامي 1996 و2001، ويقيم فيها حالياً عدد من قادة الحركة. وتابع: «تعاني باكستان في الداخل من الإرهاب كما نعاني نحن. ومعاً نستطيع مكافحة هذا التهديد، لكنها لا تظهر جدية وتكتفي بإدانة هجمات الطائرات الأميركية بلا طيار على المتمردين الذين هم شركاؤها في الواقع». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة لم تبدأ شن الغارات بمفردها، ومن دون التشاور مع السلطات الباكستانية التي «تقدم لائحة أسماء المتمردين الذين ترغب في تصفيتهم، لكنها تضم أسماء أعضاء في طالبان باكستان فقط، وليس أعضاء في طالبان الأفغانية التي تنشط على أراضيها». في غضون ذلك، قتل 6 مدنيين بينهم امرأة وطفل في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق قرب مدرسة للبنات في مدينة غزني الأفغانية، فيما سقط 17 متمرداً إسلامياً في غارة شنتها طائرات أميركية بلا طيار على عناصر في «شبكة حقاني» التابعة لحركة «طالبان» في ميرانشاه، كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان. وأوضح مسؤولون امنيون أن الطائرات أطلقت 4 صواريخ على مبنى مجاور لسوق كبيرة في ميرانشاه، علماً أن الغارات نادراً ما استهدفت مواقع في المدن في الأعوام الأخيرة، وركزت أكثر على منازل منعزلة أو آليات يستخدمها المتمردون. واعتبرت هذه الغارة الثانية لطائرات أميركية بلا طيار، منذ ان طلب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وقف هذه الهجمات لدى تسلمه منصبه مطلع حزيران (يونيو)، من اجل الحفاظ على سيادة البلاد. في بيشاور (شمال غرب)، قتل 6 جنود وجرح 7 آخرون في هجوم شنه مسلحون على موقعهم في في منطقة كيشان غانغا، فيما لا يزال 3 جنود في عداد المفقودين.