يعيش زوار طويق للنحت في نسخته السادسة أجواء من الإبداع والفن، في واجهة روشن بالرياض التي تحولت إلى معرض فني مفتوح، تتناغم فيه إبداعات النّحاتين من 23 دولة حول العالم ليصنعوا تجربة فنية فريدة تفاعلية للزوار من جميع الأعمار بتجسيدهم شعار الملتقى «من حينٍ لآخر: متعة الرحلة في صعابها». ولا تقتصر زيارة طويق للنحت على استكشاف الأعمال الفنية، بل تمتد إلى رحلة إبداعية تفاعلية تُلهم المشاركين من جميع الأعمار، وفي أروقة الملتقى، يختبر الأطفال تجربة فريدة من نوعها، وتتحول مشاهدتهم للنحاتين أثناء العمل إلى مصدر إلهام يدفعهم لاكتشاف قدراتهم الإبداعية، وضمن برنامج الشراكة المجتمعية، تتاح الفرصة للعائلات للمشاركة في ورش العمل التفاعلية، ويصنعون منحوتاتهم الخاصة باستخدام مواد صديقة للبيئة، مما يعزز علاقتهم بالفن ويجعل التجربة جزءًا من حياتهم اليومية. ويقدم الملتقى نظرة معمقة على العملية الإبداعية وراء كل منحوتة، ويتمكن الزوار من مشاهدة كيف تتحول الأحجار المحلية الصماء إلى أعمال فنية نابضة بالحياة، وهذه التجربة لا تقتصر على تأمل المنحوتات فحسب، بل تتيح فهمًا أعمق للفكر والجهد الذي يكمن خلف كل عمل فني، مما يعزز التقدير لمهارات النحاتين ورؤيتهم الإبداعية. وتتجسد القصص التاريخية والتراث الثقافي في أنشطة الملتقى، وتوفر الدورات التخصصية مثل «الرياض عبر الزمن: الأرشفة الحضرية وصياغة السردية» فرصة لاكتشاف تاريخ المدن وفن توثيقها بأساليب حديثة. هذه التجربة تعد خطوة مهمة نحو الحفاظ على الهوية الثقافية، ويدمج المشاركون بين التقنيات الرقمية وفن السرد القصصي لتحويل الحكايات المنسية إلى روايات حية تسهم في توثيق التراث العمراني. وفي إطار التفاعل بين الفن والحركة، قدّمت دورة النحت الحركي تجربة فريدة لاستكشاف تقنيات التوازن والحركة في المنحوتات، واكتشف المشاركون في هذه الورشة كيف يمكن تحويل الأشكال الجامدة إلى أعمال تنبض بالحياة، وتعلموا مزج المتعة البصرية بالتجربة العملية، مما يفتح أمامهم آفاقًا جديدة في عالم النحت الحديث. إلى جانب معرض المنحوتات، يحتضن الملتقى سلسلة من الجلسات الحوارية التي تسلط الضوء على موضوعات فنية متنوعة، مثل «تشكيل المشهد الفني في الرياض: تأثير برنامج الرياض آرت» و»نحت الخيال»، وهذه الجلسات تفتح المجال للنقاش العميق حول دور الفن في الفضاءات العامة، وكيف تسهم المبادرات الثقافية في تحويل الرياض إلى معرض فني مفتوح يعكس هويتها الإبداعية. مع اقتراب ختام فعاليات ملتقى طويق للنحت، يظل أثره حاضرًا في ذاكرة المدينة، فالمنحوتات التي وُلدت خلال الملتقى لن تبقى مجرد أعمال فنية مؤقتة، بل ستنضم إلى مجموعة «الرياض آرت»، لتسهم في تعزيز الفن في المساحات العامة، وتضفي لمسة إبداعية مستدامة على الهوية الحضرية للرياض.