شن مقاتلو المعارضة السورية امس ضربات لتأمين خطوط إمداداتهم إلى حلب، ثاني مدن البلاد، بعد التقدم الذي أحرزه الجيش النظامي في الأيام الأخيرة، حيث تصاعدت أمس حدة المواجهات بين قوات النظام والميليشيات الموالية ومقاتلي المعارضة في شمال سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» انه بلغ «533 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية، والبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية، على مناطق عدة في مدن وبلدات وقرى في عدة مناطق سورية» خلال اربعة ايام. وأفاد «المرصد» أمس أن المعارك اشتدت أمس في جميع أنحاء منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية له فضلاً عن 12 مقاتلاً من المعارضة. ويشارك القوات النظامية مقاتلون من «حزب الله» اللبناني بالإضافة إلى مقاتلين إيرانيين وفلسطينيين من الفصائل الموالية للنظام. وقال مدير «المرصد رامي» عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «نفذ مقاتلو المعارضة المنتمون إلى عدة ألوية عملية من أجل تأمين منطقة حندرات»، مضيفاً: «إنهم يحاولون طرد الجيش من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة». وقد تكون هذه المعركة حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة. وأشار «المرصد» إلى أنه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فان ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام». ومنذ تموز (يوليو) 2012، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على أحياء حلب. ومنذ نهاية 2013، تنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها «البراميل المتفجرة» ما أوقع مئات القتلى واستدعى تنديداً دولياً. وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الأشهر الأخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها. وأشار «المرصد» إلى أن «اشتباكات عنيفة دارت بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقة البريج في الشمالي الشرقي من مدينة حلب، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات. كما قصفت قوات النظام بعدة قذائف بعد منتصف ليل أمس مناطق في قريتي دوير الزيتون وباشكوي بريف حلب الشمالي، تبعه فتح الطيران الحربي لنيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة وعلى طريق الكاستيلو». وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض دعا إلى دعم عسكري سريع لمقاتلي المعارضة قبل سقوطها تحت الحصار من قبل قوات النظام كما حصل في حمص وسط البلاد لفرض تسوية على المعارضة. وأفادت مصادر المعارضة أمس أن مقاتلي «الجيش الحر وكتائب إسلامية تقدموا في مواقع لقوات النظام في قرية سيفات في ريف حلب الشمالي بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين سقط فيها قتلى من قوات النظام وخمسة قتلى من جيش المجاهدين»، مشيرين إلى أن «قوات النظام السيطرة استعادت معمل الاسمنت وقرية الجبيلة بعد اشتباكات مع «الحر» استمرت خمسة أيام».