أكتب مقالتي هذه بآخر مساء أربعائي كيوم كنا نطرب له فنداومه نصف دوام، فمن بعد صلاة الظهر بأي جهاز حكومي بنهار الأربعاء تجد مكاتب تعمل مكيفاتها مفتوحة بلا موظفين حتى ينتهي الدوام فيقوم الفراش من غفوته ويقفل الإدارة. أكتب بعد أن تسمرت أكثر من ساعتين أسمع خطبة فيدل كاسترو المعرب أقصد الرئيس المسدد من ملاك، كما وصفه الشيخ سلمان العودة ذات إزر إخواني، فخاطب محمد مرسي في قومه الذي يعده بقيامه نهار30 يوليو كان ختام أكثر أسبوع إعلامي ذي أحداث صاخبة، فب«هاشتاق» فقط استقبل السعوديون إجازتهم الجديدة بلا صراخ صحوي أو صحي، بل بالتندر وإعلان محبة للسبت قادمة. في المقابل إقليمياً كان تنازل أمير قطر السابق لابنه حدثاً سياسياً معداً له، ورصدت تكهنات له عالمية مسبقة ونُصّب الشيخ تميم أميراً لبلاده بهدوء وترحاب وبالترحاب منا تجاه أشقائنا قام صديقنا الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد بحماسة الأعراب وعرفنا فوق مواهبه أكاديمياً وباحثاً في حركات التصهين وناقداً وراصداً ومحامياً لإخوانه في بقاع الدنيا عدا نحن، فكتب أهزوجة شعرية مادحة في «تويتر» لأمير قطر عرفاناً لاستضافته أخيراً بالجزيرة باليوم ذاته محللاً سياسياً للقرار القطري الذي كال له المدح وزلّ من الفرحة. ولأن ابن راشد يكتب ويزور قطر ستجد أن أعوام عدائه لصحافة بلده وقناة العربية كانت لها الحضور هناك وللقطرنة ولاؤها كالإخونجي صاحبنا على رغم أن قطر لا تنتظر دورهم هذا من القرضاوي ذاته حتى ترجي من الصوت بحة! وابن سعيد الليلة بعد خطاب مرسي طاح يهلل ويستشهد بجمل مرسي الفسطاطية، وقال إنه رد لشبيحة الخليج، ولا أدري، هل يعلم ابن راشد أن إخوان بديع آخر من يفكرون به هم أمثاله مادحو الإخوان حقداً لنقدهم وأمانيهم التي لا يجرؤون على تبنيها، فمن الكبت يخوّنون من ينتقد المسدد بملاك وجماعته. وبالمناسبة في ختام أسبوعنا يستحق نموذجاً إعلامياً كابن راشد لقب سفير النوايا الحسنة من منظمة الإخوان العالمية، فثقتي بعروبته وحماسته الأممية المسلمة لا تقلان عن حماسة أبي عبدالناصر بالستينات المفكر والكاتب محمد سعيد طيب الذي يقارن بحماسته فقط لمصر الريادة، بينما السيرة والثمن لا يتجاوران، واسألوا الجغرافيا، أما التاريخ فضد الطموحين كما صار ضد «ليلة خميس» رائعة محمد عبده فكيف يغني بيوم فيه دوام سيكون بعد الظهر فيه برودة يغفو فيها فراش حزين كحارس الحزن النبيل. [email protected] abdullah1418@