نفت المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» كارين أبو زيد في شدة تدريس أبناء اللاجئين في مدارس الوكالة مقرراً عن المحرقة اليهودية «هولوكست»، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي منحة للمنظمة الدولية قيمتها 13 مليون يورو لخلق أكثر من مليون و450 ألف يوم عمل، لإثبات أنه لا يشارك في معاقبة الغزيين. وقالت أبو زيد في مؤتمر صحافي عقدته في ميناء الصيادين في مدينة غزة أمس مع ممثل المفوضية الأوروبية كريستيان بيرغر إن «منهاج حقوق الانسان الذي يُدرّس لم يتغير». وأضافت: «أستطيع أن أنفي الادعاءات بأن مناهج أونروا ستتضمن موضوع المحرقة، والكتب التي تصدر في إمكان الجميع مراجعتها». وأشارت إلى أن «أونروا تطور مناهج التعليم وحقوق الإنسان لديها، وتقوم بتطوير مواد تتعلق بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لأن هذا الإعلان لا يطبق منه أي بند بالنسبة إلى حقوق الفلسطينيين». وأوضحت أن «المنهاج تتم كتابته في مكتب غزة الإقليمي»، وقالت إن «هناك مجموعات مراجعين للمنهاج ومجموعات من الخارج». ولفتت الى أنه «يتم إعداد نسخة أولى من المنهج لتعرض على مجموعات من المجتمع المدني الفلسطيني وحلقات أكبر كي تتم الموافقة عليه، ليس أكثر أو أقل». وكانت «اللجان الشعبية للاجئين» التابعة لحركة «حماس» قالت الأحد الماضي في رسالة احتجاج وجهتها إلى مدير عمليات «أونروا» في قطاع غزة جون غينغ إن «أونروا تدرّس المحرقة في مادة حقوق الإنسان المعدّة لتلاميذ الصف الثامن». وشن عدد من قادة الحركة حملة شعواء على المنظمة الدولية على خلفية هذا الادعاء. وبعدما أجرت «الحياة» مراجعة لكتاب حقوق الإنسان المقرر للصف الثامن، تبين عدم وجود أي اشارة إلى المحرقة اليهودية أو غيرها مما يتعلق بالتاريخ اليهودي أو اضطهاد اليهود عبر العصور. إلى ذلك، أعلن بيرغر خلال المؤتمر الصحافي تقديم 13 مليون يورو لدعم برنامج تأمين فرص العمل التابع ل «أونروا». وستساهم هذه المنحة في خلق ما يزيد عن مليون و 450 ألف يوم عمل للعاطلين من العمل في غزة. وقال بيرغر إن المنحة «تخدم هدفين، فهي تسلط الضوء مرة أخرى على المعاناة الحقيقية التي يواجهها الرجال والنساء في غزة، ومن ناحية أخرى تعيد تأكيد المفوضية الأوروبية التزامها بالمساعدة في معالجة هذه المصاعب». وعرض جهود الاتحاد في القطاع، وبينها دعم أكثر من 25 ألف عائلة فقيرة، وتزويد محطة كهرباء غزة بالوقود، مضيفاً: «في القريب العاجل سنقوم بدعم مشروع ينفع الأعمال الصغيرة لنؤكد أن الاتحاد الأوروبي لا يعاقب أهل غزة». واعتبرت أبو زيد أن التمويل لدعم برنامج تأمين فرص العمل التابع لها «على قدر بالغ الأهمية أكثر من أي حقبة سابقة، إذ يصارع الناس في غزة تحت وطأة الحصار المستمر وآثار النزاع الأخير»، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. ورأت أن «الأولوية الأهم للمواطنين العاديين في غزة هي العمل والسير ضمن حياة إنتاجية وليس تسلم المساعدات، لذلك يعالج برنامج تأمين فرص العمل التابع لأونروا هذه الأولوية ويوفر آلاف فرص العمل للرجال والنساء، ويستهدف القطاع الأفقر والعائلات اللاجئة الأكثر عوزاً». وهذه المرة الأولى التي يساهم فيها الاتحاد الأوروبي في شكل مباشر في دعم برنامج تأمين فرص العمل التابع ل «اونروا» في غزة. وستوفر المنحة فرص عمل موقتة لأكثر من 17 ألف مستفيد، ما سيفيد ما مجموعه 105 آلاف مستفيد مباشر وغير مباشر من العمال وعائلاتهم. وسيركز البرنامج على القطاع الخاص الذي أصبح على حافة الانهيار، إضافة إلى مساعدات للمرافق المحلية ومزودي الخدمات. وأدى الحصار إلى مستويات غير مسبوقة في البطالة التي وصلت، بحسب «أونروا»، إلى 40 في المئة، «وهي نسبة تعتبر من الأرقام الأعلى في العالم».