لندن، بيروت، جنيف، باريس - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أكد رئيس هيئة أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس وصول «أسلحة حديثة جديدة» إلى مقاتلي المعارضة في سورية، لافتاً إلى مشاركة عدد من قادة الفصائل الإسلامية المسلحة في اجتماع تنسيقي ل «الجيش الحر» في أنقرة أول من أمس، قبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سورية» في الدوحة اليوم. وقال اللواء إدريس في تصريحات إلى قناة «العربية» أن أسلحة وذخيرة وصلت إلى أيدي المقاتلين من شأنها تغيير الوضع على الأرض، ذلك في اختتام اجتماع لقادة أبرز الكتائب المعارضة المقاتلة في سورية. ولم يكشف إدريس مصادر التسليح وتفاصيلها، لكنه قال: «الأيام القليلة الماضية شهدت خطوات متقدمة جداً من الأميركيين والأوروبيين. ما كنا نطمح إليه أصبح قاب قوسين أو أدنى من وصوله إلى أيدي المقاتلين في الجبهات. لم نحصل على كل ما نحتاج إليه، لكن الوضع جيد الآن». وأوضحت مصادر المعارضة أن الاجتماع مع هيئة أركان «الجيش الحر» جرى بحضور رئيس تنظيم «أحرار الشام» حسان عبود و «صقور الشام» أحمد عيسى و «لواء التوحيد» عبد القادر صالح، واستهدف التنسيق بين الألوية والكتائب المقاتلة وبين هيئة الأركان. وتعتبر هذه الكتائب المقاتلة الفصائل الأساسية في مناطق شمال سورية وشمالها الغربي، حيث تشتد المعارك. وأفاد المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد ل «فرانس برس» أمس: «تسلمنا دفعات من الأسلحة الحديثة، منها بعض الأسلحة التي طلبناها، ومنها بعض الأسلحة التي نعتقد أنها ستغير في شكل المعركة» مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد. ويعقد وزراء خارجية دول «أصدقاء سورية» اجتماعاً في الدوحة اليوم لبحث المساعدات العسكرية وسواها التي يريدون تقديمها إلى المعارضة. وصرح ديبلوماسي فرنسي أن الاجتماع سيناقش في شكل «مشترك ومنسق ومتكامل» القضايا التي أثارها إدريس خلال اجتماع سابق ل «أصدقاء سورية» في أنقرة الجمعة الماضي. ويُتوقع أن تطالب المعارضة المسلحة بتزويدها صواريخ مضادة للطائرات والدبابات، إذ اقتصرت مساعدة الغرب حتى الآن على تجهيزات غير عسكرية مثل معدات الاتصالات. وأوضح مقداد أن «النظام يمكن أن يستخدم صواريخ سكود مزودة برؤوس غير تقليدية لقصف أحياء تم تحريرها لهذا نحن بحاجة إلى ملاذ آمن». وأضاف: «من الضروري إقامة مناطق آمنة وفرض حظر جوي في شمال البلاد أو جنوبها». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال أول من أمس: «سنحاول في الدوحة أن نستعرض الوضع على الأرض وأن نرى كيف يمكننا مساعدة المعارضة والتوصل إلى حل سياسي». ويتزامن المؤتمر أيضاً مع قيام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة إلى قطر. وسيتناول الاجتماع الذي يشارك فيه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة وألمانيا وإيطاليا والأردن والسعودية وقطر والإمارات وتركيا ومصر اقتراح عقد لقاء بين ممثلي النظام والمعارضة يعرف باسم مؤتمر «جنيف-2». وقالت ناطقة باسم الأممالمتحدة أمس إن مسؤولين كباراً من الولاياتالمتحدةوروسيا سيجتمعون مع المبعوث الدولي -العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف الثلثاء المقبل. وأوضحت كورين مومال فانيان في إفادة صحافية في المدينة السويسرية التي استضافت من قبل جولة محادثات عقدت في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري أن «أي محادثات وأي نقاش هو بادرة إيجابية». ومن غير المرجح عقد مؤتمر سلام دولي لإنهاء الصراع في سورية قبل آب (أغسطس) المقبل بعدما اختلف زعماء مجموعة الثماني مع روسيا في لقائهم الأخير في إرلندا الاثنين الماضي، حول طبيعة الحكومة الانتقالية، إضافة إلى مشاركة إيران في المؤتمر. وقالت مصادر عربية في الدوحة ل «الحياة» إنها تتوقع أن تضع الدول العربية «ثقلها» في اجتماع اليوم «دعماً لتطلعات الشعب السوري وللخروج بنتائج تدعم المعارضة وخصوصاً الجيش الحر بما يحتاجه من عتاد عسكري في وجه هجمة خارجية شرسة». وأضافت المصادر: «تغيير مسار الأحداث على الأرض يحظى بأولوية لدى عدد من الدول، وخصوصاً الولاياتالمتحدة التي بدأت تتحرك أفضل من السابق». وأشارت إلى أن بعض الدول الأوروبية المشاركة في الاجتماع «في وضع سياسي أفضل حالياً بعدما كانت تنتظر رفع حظر تقديم السلاح للمعارضة في وجه تدخل إيران وحزب الله». وفي تصريح إلى «الحياة» أبدى مصدر رفيع المستوى سيشارك في الاجتماع «تفاؤلاً في أن يخرج اللقاء بمواقف وقرارات تنال حظها من التطبيق».