قالت فرنسا إنها تريد إجراء مزيد من المحادثات مع المعارضة السورية المسلحة قبل أن يتسنى لها تزويدها بأسلحة ثقيلة وأضافت أن المكاسب التي حققتها القوات الحكومية في الآونة الأخيرة لا تعني أن الرئيس بشار الأسد يتجه لتحقيق "انتصار كامل". ويجتمع وزراء خارجية مجموعة أصدقاء سورية المناهضة للأسد وهي تحالف يضم الولاياتالمتحدةوفرنسا والسعودية وتركيا يوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة لبحث المساعدات التي ستقدم للجيش السوري الحر. ولم تقرر فرنسا بعد تسليح المعارضة منذ أن ضغطت هي وبريطانيا لرفع حظر سلاح كان يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية. وتقول إنها لن تتخذ قرارا قبل أول أغسطس آب. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين أثناء زيارة لمعرض باريس الجوي "لا مجال لإرسال أسلحة في ظل ظروف لسنا واثقين منها وهذا يعني أننا لن نرسل أسلحة لتتحول ضدنا. "هذا أحد الأسباب التي تجعلنا بحاجة لإجراء مزيد من المشاورات مع اللواء سليم إدريس القائد الميداني." ويأتي مؤتمر السبت بعد اجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء سورية في أنقرة الأسبوع الماضي ضم دبلوماسيين وضباط مخابرات قالت مصادر دبلوماسية إن إدريس بحث فيه احتياجاته التي تتراوح بين أوتاد الخيام ومعلومات المخابرات وصولا إلى الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات. ويقترب الصراع في سورية الممتد منذ 27 شهراً من نقطة تحول فيما يبدو بعد أن سيطرت قوات الأسد مدعومة بميليشيا جماعة حزب الله على بلدة القصير في محافظة حمص بوسط البلاد قرب الحدود اللبنانية في وقت سابق هذا الشهر. وحولت قوات الأسد اهتمامها بعد ذلك لإعادة السيطرة على حلب وضواحي دمشق ومناطق في جنوب البلاد وصلت فيها إلى طريق مسدود في القتال مع مسلحي المعارضة لما يقرب من عام. وقال فابيوس "ليس ممكنا أن يحقق الأسد في هذا الوضع نصرا كاملاً." وبينما يكافح مقاتلو المعارضة لدحر القوات الموالية للأسد ترى باريس أنه يجب فعل شيء ما بشكل عاجل لتغيير ميزان القوة. وقالت مصادر فرنسية إن "قراراً سياسياً" اتخذ على مستوى المجموعة الأساسية من الدول المؤلفة من 11 عضوا لمساعدة إدريس لكن لا يزال يتعين على الدول تحديد ما ستقدمه من أسلحة. وقال مصدر "أجرينا مباحثات مع إدريس لنرى كيف يمكننا مساعدته بشكل جماعي وعلى نحو متكامل." ومضى يقول "البعض يمكنه أن يقدم أشياء معينة والآخرون يقدمون أشياء أخرى وكل ذلك بسرعة كبيرة." وتقدم باريس لإدريس مساعدات غير قاتلة حتى الآن منها سترات واقية من الرصاص ومناظير للرؤية الليلية ومعدات اتصال وهي مستعدة لتوسيع نطاق العتاد وتقديم "مساعدات فنية" مثل التدريب على استخدام أسلحة متطورة وجمع المعلومات. وأضاف المصدر "إذا كنا نريد أن تكون لإدريس سيطرة مطلقة على جميع كتائب المعارضة المقاتلة فسوف ننتظر لفترة طويلة." وقال "ينبغي أن نقوم بشيء ما فعال لتعزيز هيكله القيادي بشكل سريع وتدريجي كي نحدث تأثيراً."