بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حديث الى «الحياة» الى تطبيق صيغة «لا غالب ولا مغلوب» اللبنانية لإيجاد حل سياسي في سورية، واستبعد إمكان التوصل قريباً الى تحديد موعد دقيق لمؤتمر «جنيف-2»، قائلاً إن ذلك يتوقف على طبيعة وآلية مشاركة اطراف المعارضة السورية. وقال المسؤول الروسي إن الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله ابلغه بأن «التدخل في سورية تقرر بعدما وصل المقاتلون المعارضون إلى دمشق وكادوا يحتفلون بالنصر». واعتبر ان العالم «أضاع عاماً بعد اتفاق جنيف»، مدافعاً عن حق بلاده في تنفيذ عقود السلاح الموقعة مع «حكومة شرعية» ومستغرباً الضجة المثارة حول الموضوع بينما ينشر الأميركيون صواريخ مماثلة في تركيا والأردن. في هذا الوقت، طالب «الجيش السوري الحر» دول مجموعة «اصدقاء سورية» التي تجتمع غداً في الدوحة ان تمده خصوصاً بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وبإقامة منطقة حظر جوي، متعهداً بألا تصل هذه الاسلحة ابداً الى ايدي متطرفين. وقال المنسق الاعلامي والسياسي ل «الجيش الحر» لؤي مقداد ان «مطالبنا واضحة. وضعنا قائمة بها وسلمناها الى الدول الصديقة»، محذراً من «كارثة انسانية» في سورية في حال عدم تلبية هذه المطالب. وأضاف «اولاً نريد ذخيرة للاسلحة التي لدينا، والأهم هو صواريخ مضادة للطيران تحمل على الكتف وصوارخ مضادة للدروع وصواريخ صغيرة ارض - ارض». وبحسب مقداد، فإن «الجيش الحر» طلب «أخذ الإجراءات اللازمة لإقامة منطقة حظر جوي لأننا متخوفون من استخدام النظام صواريخ سكود مع رؤوس غير تقليدية لقصف المناطق المحررة، وبالتالي نحن بحاجة لملاذ آمن». وأضاف: «اذا لم يعطونا الاسلحة، سنكون امام كارثة انسانية لأن كل منطقة يقتحمها النظام ينفذ فيها مذبحة»، متهماً «الميليشيات الاجنبية» التي تعاون النظام مثل «حزب الله» الشيعي اللبناني، بأنها «لا تلتزم أي مواثيق او معاهدات دولية». لكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سيشارك في اجتماع الدوحة قال امس «نحن لا نسلم اسلحة لكي يتم توجيهها الينا، وهذا واضح. قلنا دائماً اننا هنا لمساعدة المقاومة (للنظام السوري) للوصول الى حل سياسي. لكن بالنسبة للاسلحة، من غير الوارد تسليم اسلحة في ظروف غير مؤكدة في ما يتعلق بنا». وتابع: «انه احد الاسباب التي تدعونا الى اجراء مشاورات مع العميد (سليم) ادريس القائد العسكري الميداني». من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انه «واثق تماماً» من ان الجيش النظامي سيستعيد جميع الاراضي من ايدي المعارضة على رغم «الكميات الهائلة من الاسلحة والمقاتلين التي ارسلت الى سورية». وابلغ وكالة «اسوشييتد برس» في مقابلة أجريت في دمشق قوله ان قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تسليح المعارضة «افقد الولاياتالمتحدة صدقيتها». ميدانياً، استمر القصف العنيف للقوات النظامية على احياء في جنوبدمشق وشرقها، وقال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ذلك ترافق مع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف حي القابون من جهة الاوتوستراد الدولي، ووردت أنباء عن سقوط جرحى من الطرفين». وطاول القصف أحياء الحجر الأسود والقدم (جنوب)، في حين أشار المرصد إلى «إغلاق طريق مخيم اليرموك (جنوب)» بسبب القصف والمعارك. وسجل قصف على برزة (شمال) وجوبر (شرق). وذكر المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة في منطقة أبو رمانة في وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. كذلك استمرت المعارك العنيفة في عدد من أحياء مدينة حلب. وقال المرصد إن «مقاتلين معارضين سيطروا امس «على جزء من حي سليمان الحلبي» شرق المدينة، ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر من القوات النظامية.