شهدت مناطق عدة من سوريا، ولا سيما ريف دمشق وحلب وحمص، عمليات قصف واشتباكات عنيفة امس، بينما اعلن الجيش السوري الحر انه شن هجوما على مطار تفتناز العسكري في ريف ادلب دمر خلاله خمس مروحيات. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين على اطراف حي القابون شمال شرق دمشق، بينما «تتعرض بلدة زملكا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية». وفي ريف دمشق ايضا استخدمت القوات النظامية المروحيات في قصف بلدة سقبا ومحيطها، بحسب المرصد الذي اكد تعرض مدينة الزبداني (شمال دمشق) للقصف ايضا. من جهتها، اشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى «قصف عنيف تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالطيران الحربي التابع لجيش النظام». وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 189 شخصا على الاقل في اعمال عنف في سوريا الثلاثاء، هم 143 مدنيا و14 مقاتلا معارضا، بالاضافة الى 32 من القوات النظامية، بحسب المرصد. وبين هؤلاء 27 قتيلا على الاقل سقطوا في تفجير استهدف تشييع مواطنين مواليين للنظام في بلدة جرمانا». والاربعاء اعتبرت صحيفة تشرين الحكومية ان «ما شهدته جرمانا لن يكون اكثر من حافز جديد لمواصلة اجتثاث الارهاب ومحاسبة داعميه ومنفذيه»، مضيفة ان هدف «المجموعات الإرهابية المسلحة» من وراء «تفجير جرمانا الإرهابي هو رفع معنويات الإرهابيين من ناحية ومحاولة تشتيت اهتمام وحدات الجيش وقوات حفظ النظام التي تلاحق فلول الإرهابيين في المناطق المجاورة لجرمانا». وكان الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا اتهم النظام السوري بالوقوف وراء التفجير في جرمانا. واكد صبرا ان النظام اراد بهذا التفجير «التغطية على مجزرة داريا»، و»معاقبة اهل جرمانا المختلطة طائفيا وذات الغالبية المسيحية والدرزية على احتضان النازحين من المجازر في المدن المجاورة مثل داريا وزملكا وحرستا وعربين وغيرها». وفي ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد في بيان امس ان «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط مطار تفتناز العسكري رافقها اصوات انفجارات تسمع من داخل المطار». واشار المرصد الى «مقتل وجرح 14 من القوات النظامية اثر القصف الذي تعرض له مطار تفتناز العسكري»، موضحا ان القوات النظامية تقصف بلدة تفتناز اثر الهجوم الذي تعرض له المطار العسكري. من جهته قال مقاتل في كتيبة شهداء تفتناز التابعة للجيش الحر يدعى ابو مصعب «هاجمنا مع كتائب احرار الشام وكتائب اخرى من الجيش الحر مطار تفتناز العسكري الساعة السادسة (3,00 تغ) من صباح (الاربعاء) حيث استمر الهجوم نحو ساعة ونصف». واشار المقاتل انه شارك في الهجوم على المطار حيث «تم تدمير ثلاث مروحيات بشكل كامل واعطاب مروحيتين بالاضافة الى تدمير بعض الابنية في المطار»، موضحا ان كتائب الجيش الحر «قصفت المطار بواسطة دبابتين» كما استخدمت في الهجوم «القذائف ومضادات الطيران من عيار 23 و14,5 و12,7 ملم». واوضح ان «المطار ما زال بايدي القوات النظامية»، مضيفا ان الكتائب المقاتلة انسحبت وقد «استشهد اثنان من الثوار واصيب ثلاثة بجروح». وقال ايضا ان «طائرات الميغ ما زالت تقصف البيوت في تفتناز شبه الخالية من السكان والمقاتلين». وفي ادلب ايضا، لفت المرصد الى سقوط ثلاثة قتلى بينهم مقاتلان معارضان في اشتباكات مع القوات النظامية بريف جسر الشغور. واوضح ان القوات النظامية اقتحمت مدينة اريحا وبدأت بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات. الى ذلك، ذكر المرصد انه في مدينة حمص (وسط) تتعرض احياء الخالدية وجورة الشياح بالاضافة الى احياء حمص القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مضيفا ان القصف على مدينة الرستن في الريف ادى الى مقتل شخص. وفي مدينة حلب (شمال)، اشار المرصد الى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العامرية، بالاضافة الى تعرض احياء عدة في المدينة للقصف من قبل القوات النظامية. من جهتها، ذكرت صحيفة الوطن الخاصة القريبة من النظام ان قدرة الجيش النظامي في حلب على «تطهير أحياء الإذاعة والعامرية وتل الزرازير من المسلحين في يوم واحد دلالة على جهوزيته العالية للمضي في عملية تطهير باقي أحياء المدينة». واضافت ان «تطهير الأحياء السابقة فتح الباب امام وحدات الجيش للتقدم نحو حي السكري الحاضنة الثانية والأخيرة للمسلحين». اما في درعا جنوبا، فنفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة درعا، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض قرى جبل شحشبو في حماه (وسط) للقصف من قبل القوات النظامية التي تستخدم الطائرات الحوامة. الى ذلك بث ناشطون سوريون صورا ومقطع فيديو على شبكة الإنترنت تظهر صواريخ وأقنعة للوقاية من الأسلحة الكيماوية استولى عليها المسلحون المعارضون. وأوضح المسلحون أنه تم الاستيلاء على الصواريخ بالقرب من العاصمة دمشق ، فيما عثر على الأقنعة مكدسة في مبنى حكومي بمدينة حلب. وقال الصوت المتحدث في مقطع الفيديو إن الحكومة توزع الأقنعة على مؤسسات الدولة لاستخدامها في حال استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة. وقد حذرت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدةدمشق مؤخرا من استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في الصراع الدائر هناك.