قتل 29 جنديًا مصرياً على الأقل امس الجمعة في هجومين في شمال سيناء بينهم 26 في هجوم انتحاري بواسطة سيارة استهدفت حاجزا للجيش قرب مدينة العريش في اعتداء هو الاكثر دموية ضد قوات الامن، حسبما افادت مصادر امنية وطبية. وقتل 3 جنود اخرون على الاقل بالرصاص في هجوم منفصل على حاجز امني جنوبالعريش، بحسب مصادر امنية. وتبنى تنظيم «انصار بيت المقدس» التفجير حسب تقارير إعلامية مصرية. فيما، عقد مجلس الدفاع الوطني (يضم مجلس الدفاع الوطني وهو اعلى هيئة امنية في مصر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية وابرز قادة القوات المسلحة واجهزة المخابرات وهو يختص بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل ضمان امن البلاد) مساء الجمعة اجتماعا طارئا برئاسة الرئيس السيسي القائد الاعلي للقوات المسلحة المصرية لمتابعة الأوضاع بعد الحادث الإرهابي. وأصدر السيسي قراراً جمهورياً، بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أيام على أرواح «شهداء» الوطن. وتعهد مجلس الدفاع الوطني، بالثأر لدماء « شهداء» الوطن الذين لقوا حتفهم. وكان تنظيم «داعش» الإرهابي دعا الشباب المصري أمس على شبكة الإنترنت إلى ما أسماه تكثيف العمليات المسلحة ضد قوات الجيش والشرطة في مختلف المحافظات المصرية لتخفيف القبضة الأمنية على مظاهرات طلاب الجامعات، فيما أكد مساعد وزير الداخلية المصري اللواء الشافعي أبوعامر أن الأجهزة الأمنية ترصد بشكل دقيق شبكة الإنترنت وكل ما يبث من خلالها من بيانات للتنظيمات الإرهابية، وأن عمليات الرصد تشمل أيضًا تعقب مصادر وجهات البث. والهجوم الانتحاري هو الاسوأ ضد قوات الامن منذ مقتل 25 شرطيا ًفي سيناء في اغسطس 2013 بعد نحو شهر من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013. وقال المصدر الامني إن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء ما ادى الى مقتل 26 جنديا واصابة 28 بجروح». من جهته، افاد طارق خاطر وكيل وزارة الصحة في سيناء فرانس برس عبر الهاتف ان عدد الضحايا ارتفع الى «26 قتيلا و28 جريحا»، لكنه تابع ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب «خطورة الكثير من الاصابات وعدم وصول كافة المصابين» الى المستشفيات. واضاف المصدر إن انفجار السيارة المحملة بكميات ضخمة من مواد شديدة الانفجار في الحاجز اعقبه «انفجار ضخم أدى الى نسف الحاجز بشكل كامل». وكانت حصيلة اولية اشارت الى مقتل 25 جنديا واصابة 26 آخرين. وتقع منطقة الخروبة في الشيخ زويد في شمال شرق العريش في الطريق بين هذه المدينة ورفح على الحدود مع قطاع غزة. والحاجز يقع في منطقة مزارع خارج العريش غير مكتظة بالسكان، حسب ما قال سكان لوكالة فرانس برس. وقال هيثم راضي احد سكان العريش لفرانس برس إن «المساجد في العريش تدعو المواطنين الى التبرع بالدم للمصابين». فيما أوضح اللواء سامح سيف اليزل الخبير الإستراتيجي ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الامنية في تصريحات ل»لمدينة» ان الممارسات التي ارتكبها الارهابيون في سيناء ومحاولة تفجير سيارة الاسعاف التي تقل المصابين تؤكد ان كل التنظيمات الارهابية مرتبطة ببعضها البعض وهناك جهات تمويل خارجية تمولها بهدف زعزعة امن واستقرار المنطقة العربية برمتها. وبعد ساعات قليلة من الهجوم الاول، قتل 3 جنود على الاقل بالرصاص في هجوم منفصل على حاجز امني في منطقة الطويل جنوبالعريش، حسب ما قالت مصادر امنية. فيما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن مصادر امنية وطبية ان طائرات عسكرية نقلت مصابين الى مستشفيات في القاهرة لاستكمال علاجهم وان اطباء في المستشفيات المدنية في العريش التحقوا بالمستشفى العسكري للمساعدة في معالجة الجرحى. وقالت مصادر امنية إن الجيش المصري يقوم بتمشيط مناطق واسعة في شمال سيناء باستخدام طائرات الاباتشي. وفي اغسطس 2012، قتل 16 جنديا من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة امنية في رفح. وسبق واستخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد الامن في مصر ابرزها الهجوم الدامي ضد مديرية امن المنصورة في ديسمبر الماضي الذي اسفر عن سقوط 14 شرطيا. وفي هجوم منفصل، قتل شرطي برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية في محافظة الشرقية شمال القاهرة في دلتا النيل. وتستخدم الدراجات النارية بشكل متكرر في الهجوم على قوات الامن في مصر. إلى ذلك، ادان الازهر الشريف الحادث الارهابي. كما ندد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، بالتفجير الإرهابي الغادر. وأعرب جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر عن ادانته لحادث العريش الإرهابى، فيما أدان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الحادث الإرهابي. بينما، أعربت السفارة الإيطالية بالقاهرة عن إدانتها الشديدة للعمليات «الإرهابية» التى وقعت الجمعة فى شمال سيناء المصرية. ونددت الولاياتالمتحدة بشدة بالاعتداء بسيارة مفخخة الجمعة في شبه جزيرة سيناء. وقالت جنيفير بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية إن واشنطن «تدين بشدة الاعتداء الارهابي الذي استهدف نقطة مراقبة للجيش في سيناء».