لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لندن امس ان بلديهما لا يزالان يحضان طرفي القتال في سورية على المشاركة في محادثات سلام مقررة مبدئياً في جنيف الشهر المقبل لإطلاق مرحلة انتقالية، على رغم استمرار الخلافات بينهما حول «كيفية الوصول الى ذلك». في غضون ذلك، حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من ان بلاده قادرة في اي لحظة على «اتخاذ الإجراءات التي تحمي (الأردن) ومصالح شعبه»، فيما عزت مصادر مصرية قرار الرئيس محمد مرسي قطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري الى تدخل «حزب الله» العلني في القتال. وقال كامرون في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين ان الخلافات بينهما حول الملف السوري لا تزال كبيرة، لكنه دعا الى التركيز على «الأهداف المشتركة» بينهما وهي منع تفكك سورية وإطلاق مرحلة انتقالية ومحاربة المتطرفين، معرباً عن أمله بالبناء على هذه «الأرضية المشتركة» خلال قمة مجموعة الثماني في ارلندا غداً وبعد غد، واللقاء المقرر اليوم بين بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال كامرون بعد لقائه بوتين في لندن مساء امس: «ما خرجت به من مناقشتنا، هو أن بمقدورنا التغلب على الخلافات (حول سورية)، اذا ادركنا اننا نتفق في بعض الأهداف الأساسية وهي وضع حد للصراع ومنع تفكك سورية والسماح للشعب السوري بأن يقرر من يحكمه ومحاربة المتطرفين وهزيمتهم». في المقابل، تساءل الرئيس الروسي: «لماذا يريد الغرب تسليح معارضين سوريين يأكلون أعضاء بشرية؟» وأضاف في المؤتمر الصحافي المشترك مع كامرون ان موسكو «لا تنتهك القواعد» الدولية حين تزود النظام السوري السلاح، معتبراً ان قيام شركائه الغربيين في مجموعة الثماني بتسليح المعارضين السوريين «سيشكل انتهاكاً لهذه القواعد». وأضاف «نحن لا ننتهك اي قاعدة او معيار وندعو جميع شركائنا الى تبني السلوك نفسه». وتابع ان بلاده «تريد توفير الظروف المواتية لإنهاء الصراع» المستمر منذ عامين. وسئل بوتين عما اذا كان اقتراح اقامة منطقة حظر جوي فوق سورية قد تجهض محادثات السلام المقترحة فأجاب بالنفي، وقال «لا اعتقد ان فكرة المؤتمر مهددة، وأنا اشارك رئيس الوزراء وجهة نظره بأن هذا المؤتمر هو الوسيلة الأكثر ملاءمة لحل القضية السورية التي لا يمكن حلها سوى بالوسائل السياسية والديبلوماسية». وكان كامرون صرح قبل المحادثات ان كل الأطراف تريد عقد مؤتمر «جنيف -2» لإقامة حكومة انتقالية في سورية، لكن الخلاف بين الدول الغربية وموسكو هو حول «كيفية الوصول الى ذلك». وفي عمان، قال العاهل الأردني في خطاب متلفز خلال حفل تخريج جامعة مؤتة (الجناح العسكري) امس، ان ما يجري في سورية «فرض علينا معطيات صعبة جداً، لكنها أصعب بكثير على الأشقاء السوريين، خصوصاً الذين أجبرتهم الظروف على ترك بيوتهم وأرضهم ونزحوا إلى دول الجوار». وزاد: «في كل تعاملنا مع الأزمة السورية، كانت حماية مصالح الأردن وشعبنا العزيز هدفنا الأول والأخير. أما إذا لم يتحرك العالم، ويساعدنا كما يجب، أو إذا أصبح هذا الموضوع يشكل خطراً على بلدنا، فنحن قادرون في أي لحظة على اتخاذ الإجراءات التي تحمي مملكتنا ومصالح شعبنا». وفي القاهرة، باشرت وزارة الخارجية المصرية أمس إجراءات سحب القائم بأعمال السفارة المصرية وطاقم السفارة في سورية والبحث في ترتيبات لرعاية المصالح المصرية في سورية ومثيلتها في مصر تنفيذاً لقرار الرئيس مرسي قطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري. وأوضح مصدر ديبلوماسي مصري ل «الحياة» ان قرار قطع العلاقات اتخذ لأسباب مختلفة اهمها «التدخل الواسع والمعلن لحزب الله في الأزمة السورية». وزاد إن «كل المبادرات المصرية بالتعاون مع إيران وغيرها من الدول أصبحت غير ذات جدوى، إذ تقتضي الضرورة تعاون أطراف أي مبادرة وهو ما لم يحدث. مصر استمرت في طرح مبادرتها التي كان اقترحها الرئيس مرسي في مكةالمكرمة في آب (أغسطس) الماضي ثم في طهران على رغم كل الصعوبات، لكن دخول حزب الله لمساندة النظام بقوة عسكرية كبيرة وباعتراف علني وكامل من قياداته في مواجهة شعب يقتل على نطاق واسع أدى إلى قرار قطع العلاقات». ميدانياً، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط اللواء 152 والأطراف الشرقية من بلدة انخل في ريف درعا، جنوب سورية، وسط قصف من القوات النظامية على بلدات تل شهاب وأنخل والحراك، وورود «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقالت مصادر المعارضة إن «وتيرة» قصف قوات النظام براجمات الصواريخ من مطار المزة العسكري جنوبدمشق ومن المدفعيات المتمركزة على جبل المزة زادت امس باتجاه أطراف العاصمة. واستأنفت قوات النظام قصف مناطق في حي برزة في الطرف الشمالي لدمشق. واستمرت المواجهات في محيط مجمع «تاميكو» وحاجز النور عند أطراف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، فيما جددت القوات النظامية قصفها على مناطق عدة من ريف دمشق. كما حصلت اشتباكات في جبل معارة الأرتيق اعطبت خلالها دبابتان للقوات النظامية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان القوات النظامية حاولت السيطرة على محور مبنى الدفاع والغاز ودوار شيحان في حلب (الشمال) ما أدى إلى سقوط قتلى من الطرفين، فيما اشتبك مقاتلو المعارضة مع قوات النظام في جبل شويحتة حيث «أسر عدد من جنود الجيش النظامي». الى ذلك، افاد موقع «كلنا شركاء» السوري المعارض ان محكمة سورية «مختصة بقضايا الإرهاب» اصدرت حكمين بالإعدام على كل من نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ورجل الأعمال فراس طلاس نجل وزير الدفاع الأسبق العماد الأول مصطفى طلاس. وزاد الموقع ان الحكمين قضيا ب «مصادرة كل ممتلكاتهما المنقولة وغير المنقولة: وأن الحكمين «قابلان للإلغاء شرط أن يسلم خدام وطلاس نفسيهما طواعية إلى السلطات السورية كي تتم إعادة محاكمتهما من جديد. أما إذا ألقى القبض عليهما فسيجري تنفيذ حكم الإعدام في كل منهما». وكان عدد من المعارضين احيلوا على المحكمة ذاتها بموجب قانون «الإرهاب». وحكم على فراس طلاس، وهو شقيق العميد مناف الذي اعلن انشقاقه عن النظام في تموز (يوليو) الماضي وانتقل الى باريس، ب «الإعدام» بتهمتي «تشكيل عصابة لقلب نظام الحكم وتمويل الإرهاب».