واصلت القوات السورية أمس، على رغم عطلة الاسراء والمعراج، قصف احياء متمردة على النظام في حمص. في وقت تستعد القوى العظمى لاجراء محادثات خلال قمة العشرين في المكسيك تتناول انهاء النزاع في سورية. وذكر ان الرئيس باراك أوباما سيعرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل معاً بهدف تسهيل تشكيل «سلطة انتقالية» في سورية تخلف النظام الحالي وتسهل للشعب السوري اختيار مستقبله. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بيان، ان احياء الخالدية وغيره في حمص «تتعرض للقصف منذ الصباح من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء»، محذراً من مجزرة قد يتعرض لها ما يصل الى الف شخص يفتقدون العلاج والطعام منذ نحو اسبوع. وفي وقت ارتفع عدد من قتلوا الى اكثر من 28 شخصاً في مختلف انحاء سورية اضافة الى عشرات المصابين، يستمر الاضراب في عدد من احياء مدينة حلب «تضامنا مع الريف الحلبي»، وفق ما قاله ناشطون افادوا عن «كتابات ثورية تشجيعية على الجدران وابواب المحال التجارية، ومنشورات ورقية تم رميها في الشوارع تحرض على الاضراب وتنادي بخروج تظاهرات». وستأخذ الأزمة السورية حيزاً رئيسياً في محادثات سيُجريها في المكسيك اليوم، على هامش قمة مجموعة العشرين، الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، وعلى المستوى نفسه الذي ستناله أزمات «النووي الايراني» و»المسألة الافغانية» والاستقرار في اوروبا نتيجة ازمة الديون وقضية الدرع الصاروخية. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم «ان أوباما مهتم جداً بالتعاون مع روسيا لمنع توسع الاشتباكات في سورية الى خارج الحدود وكي لا تمتد الحرب الأهلية الى دول الجوار». واشارت الوكالة الى ان اي «عون» سيقدمه الرئيس الروسي للرئيس الأميركي ل»ضبط» ما يجري في سورية يجب ان «يُقابل بثمن». ونقلت عن نائب مستشار الأمن القومي قوله «ان سورية على رأس نقاط الخلاف بين السياستين اللتين يعتمدهما اوباما وبوتين» و»ان النقطة الأساس تكمن في ما اذا كانت الولاياتالمتحدة تستطيع ان تُقنع روسيا بالعمل لإزاحة الاسد ما قد يمهد لحل الأزمة او خفض حدتها». وتعتقد الادارة الأميركية بان بالامكان الحفاظ على مصالح روسيا في سوريا وشرق المتوسط حتى مع تشكيل «سلطة انتقالية» لحكم سورية بعد نظام الأسد المستمر منذ 40 عاماً تقريباً، على رغم ان موسكو «قالت لا لهذا الحل» حتى الآن. ومع أن الملف السوري ليس على جدول الاعمال الرسمي للقمة الا ان الديبلوماسيين الاميركيين والاوروبيين شددوا على ان الملف من المواضيع الرئيسية التي «ستناقش وستتابع بدرجة من العناية» في الاجتماعات الثنائية بين الزعماء. وسيشارك في مناقشة الملف الرئيس الصيني هو جياونتاو والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اضافة الى ممثل المملكة العربية السعودية كما قد تكون رئيسة البرازيل «حلقة وصل» مع الحكومة السورية. وفي الجانب الأمني، استمر القصف والحصار على حمص في ظل استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في مناطق مختلفة، وسط «عطلة المراقبين الدوليين» الذين تمركزوا في فنادقهم في دمشق بعد تعليق عملهم في البلاد بسبب تصعيد العنف ومطالبة المعارضة السورية بحماية دولية مسلحة. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان حي الخالدية في حمص «لا يزال يشهد مع أحياء أخرى في المدينة سقوط قذائف مدفعية وصواريخ وإطلاق نار من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء منذ أيام». وقال الناشط «أبو بلال» من حمص القديمة في اتصال مع وكالة «فرانس برس» عبر «سكايب» صباحاً، إن «القصف لم يتوقف علينا. والحصار خانق». وأضاف: «إذا دخلت القوات النظامية الأحياء المحاصرة، فستتم إبادة الأشخاص العالقين فيها». وقال المرصد إن بلدات الأتارب وأبين وكفر كرمين في محافظة حلب تعرضت لقصف من القوات النظامية التي «تحاول اقتحام الريف الغربي»، وتستخدم في القصف «راجمات الصواريخ والمدفعية». ودارت اشتباكات عنيفة فجراً، وفق المرصد السوري، بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في بلدة المليحة في ريف دمشق. وقتل شخص في بلدة مسرابا في ريف العاصمة في إطلاق نار. كما قتل مواطن في إطلاق رصاص في مدينة دوما التي تشهد قصفاً عليها واشتباكات في محيطها منذ أيام. في محافظة اللاذقية (غرب)، تعرضت قرى عدة في جبل الأكراد للقصف من القوات النظامية السورية. وأمس دعا رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا «مجموعة اصدقاء سورية» الى التحرك بمفردها لانقاذ المدنيين في سورية في حال عجز مجلس الامن عن اتخاذ اي قرار بسبب الفيتو. وقال سيدا، في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، «نطالب بقوة مجلس الامن بأن يتخذ قراراً حاسماً عن طريق الشرعية الدولية، لكن في حال جوبهنا بفيتو كما لا نتمنى ولا نرغب، فحينئذ سنتوجه الى مجموعة اصدقاء سورية لكي تتحرك عاجلا»، معتبرا ان «المسألة لا تنتظر موعد الاجتماع المقبل في باريس» للمجموعة المذكورة. وكانت باريس اعلنت ان اجتماع مجموعة «اصدقاء سوريا» سيعقد في السادس من تموز (يوليو) في باريس. وبرر الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو الدعوة الى الاجتماع «بالتفاقم المقلق للوضع في سورية». واضاف سيدا ان النظام السوري «الذي لم يمتلك الشرعية قط مصمم على متابعة جرائمه وسط مناخ دولي لم يرتق بعد الى المستوى المطلوب». وقال: «نطالب الاشقاء العرب عبر الجامعة العربية خصوصاً الاخوة في الخليج العربي، ونطالب المجتمع الدولي وسائر الاصدقاء ضمن مجموعة اصدقاء سورية باتخاذ موقف حاسم لان الايام الحالية مفصلية في تاريخ الثورة السورية والنظام مصمم على بث روح الفوضى والدمار ويقتل السوريين من دون اي احساس بالمسؤولية».