اتفق الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي التقاه في دمشق أمس الاثنين، على طرح حل سيناقشه مع «المعارضة المسلحة» من أجل وقف أعمال العنف المستمرة على وتيرتها التصعيدية في البلاد. ولم يفصل أنان الطرح الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع «الصريح والبناء»، إلا أنه شدد على أهمية المضي في «الحوار السياسي الذي يوافق عليه» الأسد. وقال أنان للصحفيين «أُجريت للتو محادثات بناءة وصريحة جداً مع الأسد». وأضاف «ناقشنا الحاجة إلى وقف العنف والطرق والوسائل المؤدية إلى ذلك، واتفقنا على طرح سأتشارك به مع المعارضة المسلحة». وشدّد «على أهمية المضي قدماً في الحوار السياسي الذي يوافق عليه الأسد». وتوجّه أنان بعد أن أجرى محادثات في دمشق مع الأسد إلى طهران لإجراء محادثات حول الأزمة السورية, حسبما ذكر فوزي المتحدث باسم مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا. من جهته, انتقد المجلس الوطني المعارض أمس زيارة أنان دمشق، معتبراً إقرار أنان أخيراً بفشل مهمته في سوريا يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً «تحت الفصل السابع» من ميثاق الأممالمتحدة. وقال المجلس في بيان صدر فَجر أمس إن أنان اختار رغم استمرار القتل في سوريا «الاجتماع مع رموز النظام السوري، بينما قوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة». وأضاف بأن السوريين «لا يجدون مسوغاً لخطوات الموفد المشترك بينما تقتضي التصريحات، التي أكد فيها أن مهمته ليست مفتوحة زمنياً، التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام». إلى ذلك, رشح ممثلو المعارضة السورية في روسيا العميد مناف طلاس، الذي انشق مؤخراً عن النظام السوري، لخلافة الرئيس بشار الأسد. وذكرت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية أن المعارضة أصرَّت في اجتماعها أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على ضرورة تنحي الأسد أولاً قبل الدخول في أي حوار سياسي. من ناحيته, دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في كلمة متلفزة إلى «حل سياسي سلمي» في سوريا، معلناً رفضه لأي «تدخل بالقوة من الخارج». وقال بوتين «برأيي أن علينا بذل كل الجهود لإقناع أطراف النزاع ب(التوصل) إلى حل سياسي سلمي لتسوية كل الخلافات». وأضاف بوتين «بالطبع إنها مهمة أكثر صعوبة ودقة» من اللجوء إلى «تدخل بالقوة من الخارج». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن هيئة التعاون العسكري الروسية قولها إن روسيا لن تسلم مقاتلات من طراز ياك 130 إلى سوريا ما دام الوضع هناك «دون حل». وأضافت بأن فياتشيسلاف جيركالن نائب مدير الهيئة قال للصحفيين في معرض فارنبورو الجوي «في ظل الوضع الحالي فإن الحديث عن تسليم طائرات إلى سوريا أمر سابق لأوانه». وعلى الصعيد الميداني, استمر القصف العنيف على أحياء في مدينة حمص، في محاولة لاقتحامها، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت أوقعت فيه أعمال العنف ما لا يقل عن 14 قتيلاً. وذكر المرصد في بيان منذ قليل أن أحياء الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة «ما زالت تتعرض للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، في محاولة لاقتحام هذه الأحياء». ولفت المرصد إلى أن مدينة الرستن في محافظة حمص «تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر». وفي دمشق, قال المرصد إن القوات النظامية السورية «اقتحمت حي القابون، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات بحثاً عن مطلوبين للسلطات». وأفاد عن اشتباكات بعيد منتصف الليل في حي العباسيين في وسط العاصمة السورية.