أقامت إسرائيل أمس سباقاً دولياً للسيارات في القدس بشطريها الغربي (الإسرائيلي) والشرقي (الفلسطيني المحتل) ضمن سلسلة أنشطة دولية تهدف إلى تكريس صورة المدينة عاصمة موحدة للدولة العبرية. وجاء هذا السباق الذي يحمل اسم «فورميلا 1» والذي رعته شركة «كاسبر السكاي» العالمية، وشارك فيه فريق «فراري» بعد أقل من شهر على إقامة مهرجان فني دولي في المدينة لمناسبة «توحيدها» أي احتلالها عام 1967، أطلق عليه اسم «مهرجان الأنوار». وشارك في المهرجان المذكور، الذي تضمن عروضاً فنية في شوارع البلدة القديمة، فنانون دوليون تبين لاحقاً أنهم لم يعلموا أن المهرجان أقيم لمناسبة احتلال المدينة. وسبق هذا المهرجان ماراثون دولي أقيم في القدسالشرقيةوالقدس الغربية، وقاطعه الفلسطينيون سكان المدينة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس عن إغلاق شوارع في القدسالشرقيةوالقدس الغربية لمدة يومين لإجراء السباق. وانتقد حاتم عبدالقادر مسؤول ملف القدس في حركة «فتح» تنظيم السلطات الإسرائيلية هذا السباق في شوارع القدس «لأنها لا تصلح لسباق السيارات» لافتاً إلى أن «إسرائيل تقيم السباق فيها بهدف إظهار أنها إسرائيلية». وحذر من أن «كل الأنشطة التي تقيمها إسرائيل في القدس ترمي إلى تحقيق شيء واحد هو تكريس ضم المدينة». إلى ذلك، حطمت بعض شواهد القبور في المقبرة الأرثوذوكسية في مدينة يافا، وكتبت عبارات قومية مسيئة بالعبرية للعرب والمسيحيين، مثل «انتقام» و «تدفيع الثمن» التي يشتبه بتنفيذها من قبل يهود متطرفين، وفق الشرطة الإسرائيلية. وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إن الشرطة اكتشفت هذه الاعتداءات ليل أول من أمس، معتبرة أنها «جرائم كراهية على ما يبدو». وتابعت أن شعارات «تدفيع الثمن» كتبت على حائط سور محيط بمبنى سكني في أحد شوارع مدينة يافا التي يقطنها مواطنون عرب كما عثرت الشرطة على «خمس سيارات غطتها كتابات قومية مسيئة للعرب وثُقبت جميع إطاراتها». وأضافت «أن الشرطة تجري تحقيقاً في هذه الحوادث التي تعود خلفيتها على ما يبدو لجريمة قومية». وفي الآونة الأخيرة تزايدت مثل هذه الاعتداءات المهينة والمسيئة بحق المسيحيين في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، خصوصاً في القدسالشرقيةالمحتلة. وبات تخريب ممتلكات الفلسطينيين وإشعال الحرائق في حقولهم وسياراتهم في الضفة الغربية شبه يومي ويندرج ضمن اعتداءات المستوطنين والمتطرفين اليهود تحت شعار «تدفيع الثمن». وتشمل هذه الهجمات اقتلاع وإحراق أشجار زيتون واعتداءات على الفلسطينيين. ونادراً ما يتم القبض على الجناة، وإذا تم القبض عليهم تكون الأحكام بحقهم مخففة وفق حقوقيين إسرائيليين وفلسطينيين. وقبل أسبوغين عثر على كتابات بالعبرية عنصرية مهينة ومسيئة بحق المسيحيين على جدران كنيسة رقاد السيدة إحدى الكنائس الرئيسة في القدس. وفي كانون الأول (ديسمبر) قام متطرفون برش كتابات معادية للمسيحيين على جدران دير الصليب عند مقبرة الأرمن، وكتبوا شعارات «تدفيع الثمن»، كما أحرقوا بوابة دير اللطرون شمال غربي مدينة القدس في العام الماضي.