وسّع المستوطنون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين في القدسالمحتلة لتشمل المسيحيين، فبعد محاولاتهم المتكررة لاقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك في المدينة المقدسة، ثم اعتداءاتهم على المواطنين المقدسيين وممتلكاتهم، أصبحت الكنائس هدفاً لعملياتهم، وآخرها استهداف كنيسة في البلدة القديمة بكتابات عبرية عنصرية مسيئة للمسيحيين. والكنيسة المستهدفة هذه المرة هي كنيسة رقاد السيدة (دورمتسيون)، وهي إحدى الكنائس الرئيسة في القدس، وتقع قرب السور الجنوبي المحيط بالبلدة القديمة. أما الاعتداء، فطاول الحائط الخلفي للكنيسة، والمقبرة المجاورة والملحقة بها، إضافة إلى سيارتيْن غطتهما الكتابات وثُقبت إطاراتهما. وأكدت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري «الكشف عن كتابات باللغة العبرية شملت عبارات عنصرية مهينة ومسيئة بحق المسيحيين عند الحائط الخلفي لكنيسة دورمتسيون»، موضحة أن «هذه الكتابات تضمّنت عبارات تعني: المسيحيون عبيد، والمسيحيون قردة، إضافة إلى عبارات تدفيع الثمن، وانتقام، وغيرها». و»تدفيع الثمن» هي مجموعة استيطانية مسؤولة عن الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية حيث كانت تتلف المزروعات وأشجار الزيتون وتحرقها وتحرق المساجد وتدنسها وتخرب سيارات المواطنين وتحرقها، قبل ان تنقل اعتداءاتها إلى القدس، وحتى داخل إسرائيل. والأساس في عمل هذه المجموعة هو تدفيع الفلسطينيين ثمن أي إجراء تتخذه السلطات الإسرائيلية ضد المستوطنين، من قبيل إخلاء بؤر استيطانية تعتبرها إسرائيل غير قانونية أو تفكيكها. ونادراً ما يتم اعتقال الجناة، وحتى عند اعتقالهم، تكون أحكامهم خفيفة. ودانت بطريركية القدس للاتين أعمال التخريب والكتابات العنصرية على جدران الكنيسة، ووصفتها بأنها «محاولة دنيئة لتقويض التعايش بين الأديان المختلفة». وقال المطران وليم شوملي من بطريكية اللاتين في بيان: «من الضروري جداً وضع حد لهذه الأعمال التخريبية عن طريق إيجاد وسائل تعليم أفضل للشباب، خصوصاً في المدارس». ووزعت البطريركية صوراً للشعارات التي كتبت على جدران الكنيسة وعلى السيارتين اللتين ثقبت إطاراتهما. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على دار عبادة للمسيحيين، إذ رش متطرفون في كانون الأول (ديسمبر) كتابات معادية للمسيحيين على جدران «دير الصليب» عند مقبرة الأرمن، وكتبوا شعارات «تدفيع الثمن»، كما أحرقوا بوابة دير اللطرون شمال غربي مدينة القدس العام الماضي.