بدأ النظام السوري بحشد قواته في ريف حلب، شمال البلاد، استعداداً لمعركة كبرى جديدة وسط تردد معلومات عن وجود عناصر ل «حزب الله» وخبراء من كوريا الشمالية في مراكز عسكرية أساسية، في وقت قتل 26 شخصاً بصاروخ أرض - أرض في ريف حلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات حربية شنت صباح أمس غارات عدة على مناطق في مدينة القصير بعد معارك عنيفة عند أطرافها الشمالية، بينما شهدت أطرافها الشمالية مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش مدعومة من «حزب الله»، فيما واصل مقاتلو المعارضة التصدي للهجمات على قرية الضبعة الواقعة شمال القصير التي كانت قوات النظام دخلتها بدعم من «حزب الله» من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل ثلاثة أسابيع. وفي مدينة حمص، قصفت قوات نظامية بقذائف الهاون حي الخالدية ما أدى إلى سقوط جرحى، في وقت قتل ضابط منشق وجرح آخرون بقصف جوي على مناطق في تلبيسة وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وحواجز الجيش النظامي في مدينة الرستن المجاورة، علماً أن مقاتلي المعارضة فتحوا هذه الجبهة ل «التخفيف» عن حمص. وفيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وحدات الجيش أعادت أمس «الأمن والاستقرار إلى 13 قرية وبلدة» في ريف حماة كان بينها قريتان تسكنهما غالبية علوية، قال «المرصد السوري» إن قوات النظام اقتحمت بلدة خطاب في ريف حماة واعتقلت عدداً من المواطنين. وفي إدلب شمالاً، تعرضت قرية معردبسة لقصف عنيف من القوات النظامية وقامت القوات النظامية بإحراق المحاصيل الزراعية بين بلدتي دير الشرقي ودير الغربي. وأفاد «المرصد السوري» بأن مقاتلين قتلا في حي الليرمون في حلب خلال اشتباكات مع القوات النظامية، كما تعرضت أطراف بلدة خان العسل بالريف الغربي وبلدة عندان لقصف من قبل القوات النظامية. وفي بلدة كفر حمرة في حلب سقط صاروخ أرض - أرض أسفر عن مقتل 26 شخصاً بينهم 8 أطفال دون الثامنة عشرة وست نساء. وفي بلدة معارة الأرتيق اندلعت اشتباكات عنيفة بين كتائب «الجيش الحر» من طرف وقوات النظام و «حزب الله» من طرف آخر. واستعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على جبل شويحنة المطل على البلدة بعد معارك عنيفة أدت إلى نزوح الأهالي إلى الشمال. وتحاول قوات النظام السيطرة على كفر حمرة في المدخل الشمالي الغربي لحلب للتقدم باتجاه فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما غالبية شيعية. وأشارت مصادر عدة عن حشد النظام حوالى خمسة آلاف من مقاتليه وعناصر «حزب الله» لاقتحام الريف الشمالي في حلب. وقالت مصادر موالية إن الجيش النظامي حشد قوات تدربت على حرب العصابات للهجوم على محوري الجنوب والغرب في ريف حلب، والسعي لفك الحصار عن مطار «منغ» العسكري. في غضون ذلك، نقل موقع «زمان الوصل» الإلكتروني عن أحد قادة «الجيش الحر» العميد مصطفى الشيخ توقيع اتفاق بين مقاتلي المعارضة وقوات الحماية الشعبية التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي الكردي» لوقف إطلاق النار بعد مواجهات عنيفة بعد اتهام فصائل كردية بتسهيل مرور مساعدات عسكرية إلى قريتي نبل والزهراء. وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن «مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات النظامية في حلب»، لافتاً إلى أن «عدداً من مقاتلي قوات الدفاع الوطني (وهي ميليشيات تابعة للنظام) تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط». وقال: «العدد الكلي لهؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطاً كورياً شمالياً ومعظمهم يتكلم اللغة العربية»، موضحاً أن «هؤلاء ينتشرون على جبهات متعددة مثل (مؤسسة) معامل الدفاع جنوب شرقي حلب وفي مراكز القوات النظامية داخل مدينة حلب». وزاد أن «هؤلاء الضباط لا يشاركون في القتال الميداني بل يقدمون دعماً لوجيستياً، إضافة إلى وضع خطط العمليات العسكرية». إلى ذلك، قال معارضون إنه تم العثور على جثة المطرب الشعبي عبدالرحمن رستم (أبو حسن حريتاني) في نهر قويق في حلب بعدما خطف قبل تسعة أشهر على أحد حواجز النظام. وكان نشطاء أطلقوا على قويق اسم «نهر الشهداء» بعدما عثر على دفعات مختلفة من القتلى وصل عددهم إلى مئة. وفي شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات عنيفة في محيط قرية عين عيسى في ريف الرقة قرب مقر اللواء 93 الذي تسعى المعارضة إلى قطع خط إمداده مع مقر الفرقة 17 ومطار الطبقة العسكري، باعتباره النقطة الوحيدة الخاضعة لسيطرة النظام بعد سيطرة المعارضة على مدينة الرقة في بداية آذار (مارس) الماضي. وفي الحسكة بين الرقة وحدود العراق، انفجرت عبوة ناسفة في شارع المدينة الرياضية أثناء مرور دورية للقوات النظامية في المدينة. وشن طائرات حربية غارة على بلدة تل حميس في ريف الحسكة. وفي دمشق، نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات عشوائية في منطقة العمال في حي برزة شمال العاصمة، في وقت تجددت الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند الأطراف الغربية في مدينة داريا جنوب العاصمة. ودارت مواجهات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند أطراف بلدة بيت سحم على طريق مطار دمشق الدولي. لكن الاشتباكات الأشد كانت في أطراف بلدة المعضمية جنوباً رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المدينتين. وقتل طفل في البلدة نتيجة إصابته في القصف الذي تعرضت له. ودارت اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة بيت سحم بين دمشق والجولان، وسط قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة. وفي أطراف بلدة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي في الغوطة الشرقية، حصلت مواجهات تحت غطاء من قصف لطائرات حربية الذي طاول أيضاً مناطق في مدن وبلدات جسرين والزبداني ومزارع مدينة دوما في ريف دمشق وفي بلدة دير عطية بين العاصمة وحمص. وبين دمشق وحدود الأردن، تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مناطق في بلدة تسيل في ريف درعا. واستهدفت كتائب مقاتلة حاجز «المستشفى الوطني» التابع للقوات النظامية في درعا المحطة، في وقت قصفت طائرات حربية قرية جدل في منطقة اللجاة في ريف درعا، وفق «المرصد السوري».