تستعد القوات النظامية السورية لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، في وقت سيطر مقاتلو «الجيش الحر» على حواجز لقوات النظام في قرى في درعا جنوباً قابلته قوات النظام بقصف جوي اسفر عن مقتل 16 شخص بينهم ستة اطفال. واقتحم مقاتلو المعارضة مقر «الفرقة 17» شرقاً، الخاضعة لحصار منذ اشهر. وقال مصدر امني سوري ل «فرانس برس» امس: «من المرجح ان تبدأ معركة حلب خلال ايام او ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب» منذ نحو عام، مؤكداً في الوقت نفسه ان الجيش «بات مستعداً لتنفيذ مهماته في هذه المحافظة». وكتبت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات ان القوات السورية «بدأت في انتشار كبير في ريف حلب استعداداً لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها»، مشيرة الى ان الجيش النظامي «سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة (وسط) المتصل بريف حمص» المجاورة. واعتبرت الصحيفة ان «معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسورية». في الغضون، ألقى الطيران المروحي الطعام والذخيرة لعناصر القوات النظامية المتواجدين في مطار «منغ» العسكري والمحاصرين من قبل الكتائب المقاتلة منذ اشهر، ما أدى الى سقوط المواد التموينية في منطقة الكتائب المقاتلة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان مناطق في بلدة بابيض في الريف الشمالي قصفت امس، في وقت سقطت صواريخ عدة على مناطق في بلدة نبّل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، حيث لقي ستة أشخاص مصرعهم وجرح ستة آخرون. واستهدفت طائرات حربية بنيران ثقيلة بلدات حريتان وتل رفعت وعندان ودير حافر في ريف حلب الشرقي وبصواريخ ارض - ارض بلدات حيان وحريتان وتل رفعت في الريف الشمالي. ونفت مصادر المعارضة سيطرة قوات النظام على بلدتي مغارة الأرتيق وكفر حمره، مشيرة الى ان الاشتباكات لاتزال على اطرافها. وشهدت البلدتان عمليات نزوح للأهالي نتيجة القصف العنيف من القوات النظامية. في المقابل، تعرض محيط الفرقة 17 في ريف الرقة في شمال شرقي البلاد، للقصف من طائرات مروحية بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية شهدها محيط الفرقة رافقها اندلاع النيران في بعض المباني داخل الفرقة، حيث تحدثت مصادر المعارضة عن تقدم مقاتليها الى مراكز في الموقع العسكري. وأفاد «المرصد السوري» بأن هذه المعارك تزامنت مع اشتباكات في محيط مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة، رافقها قصف من قوات النظام على مدينة الطبقة. وفي دير الزور شرقاً، شنت طائرات حربية غارة جوية على المدينة، في وقت قصفت قوات النظام بالمدفعية احياء الحميدية والشيخ ياسين ومناطق أخرى في المدينة، في حين دارت مواجهات في حيي الرصافة والصناعة، حيث اقتحم على إثرها مقاتلو الكتائب المقاتلة مبنى يتحصن فيه جنود من القوات النظامية في حي الرصافة. قتل أحد عناصر شرطة الحدود العراقية وأصيب اثنان من رفاقه في هجوم شنه مسلحون امس من داخل الأراضي السورية قرب معبر الوليد الحدودي الذي تحاول قوات المعارضة السيطرة عليه. وفي شمال غربي البلاد، أفاد «المرصد السوري» بأن القصف الجوي طاول مناطق في بلدة تفتناز ما أدى الى اشتعال الحرائق في الأراضي الزراعية وأن القوات النظامية حرقت الأراضي والمحاصيل الزراعية في قريتي سلة والمنطار شرق مدينة جسر الشغور. وفجر مقاتلون حماراً مفخخاً قرب حاجز عسكري في المنطقة. وطاول القصف بلدتي بنش وسرمين قرب ادلب ومنطقة جبل الأربعين قرب مدينة أريحا. وقال «المرصد السوري» ان مسلحين من عشيرة بني عز أقاموا حواجز في ريف معرة النعمان بعدما اغتال مسلحون مساعداً لشيخ العشيرة احمد المبارك. وفي وسط البلاد، دارت اشتباكات عنيفة عند اطراف احياء حمص المحاصرة رافقها قصف متقطع على المنطقة. كما تعرضت مناطق في مدينة الرستن، في وقت تسعى قوات النظام للسيطرة على بلدة الدارة الكبيرة في ريف حمص. وقال «المرصد السوري» ان مواجهات دارت في شرقي المدينة الصناعة في منطقة حسياء بين حمص ودمشق وفي بلدة الغجر في ريف حمص، مع ورود أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، في وقت تعرض حي وادي السايح لقصف من القوات النظامية باعتباره موقعاً استراتيجياً في ريف حمص. وفي حماه المجاورة، طاول القصف قرية الحويجة وبلدة عقرب في الريف الجنوبي، فيما دهمت القوات النظامية شارع الرابط في مركز المدينة واعتقلت عدداً من المواطنين. كما اقتحمت بلدة حيالين من الجهة الغربية. وفي دمشق، سقطت قذائف عدة على حي برزة وتعرضت منطقة المادنية في حي القدم، فيما دارت اشتباكات على حاجز في مخيم اليرموك جنوبدمشق ومواجهات في مدينة حرستا شرقا. وأفاد «المرصد» بتنفيذ طائرات حربية غارات على منطقة مرج السلطان ومناطق اخرى في الغوطة الشرقية، لافتاً الى نزوح مواطنين من بلدة جيرود في ريف دمشق الشمالي هرباً من القصف. ودارت اشتباكات عنيفة على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا تحت غطاء من القصف الجوي. وفي درعا بين دمشق وحدود الأردن جنوب البلاد، قال «المرصد السوري» ان كتائب مقاتلة سيطرت على حاجز الكازية جنوب بلدة كفر شمس بعد قتل تسعة عناصر من قوات النظام وإعطاب آلية، اضافة الى قتل عنصرين من القوات النظامية أحدهما ضابط، برصاص قناص تابع للكتائب المقاتلة على طريق قيطة - انخل. واستقدمت القوات النظامية تعزيزات لاقتحام بلدة انخل بعدما سيطرت المعارضة المسلحة على حواجز فيها بينها حاجز المركز الثقافي في المدينة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية. وسجلت مواجهات قاسية على حاجز الجمعيات في المدينة نفسها، اسفرت عن خلو انخل من قوات النظام. وقتل 16 شخصاً بينهم ستة اطفال وسيدة بقصف من قوات النظام على مدينة الكرك الشرقي التي شهدت اشتباكات عنيفة امس. وتعرضت مناطق في بلدات بئر العجم وطرنجة وجباتا الخشب في ريف القنيطرة في الجولان، للقصف من قبل القوات النظامية.