في زحام الطفولة الذي يملأ مدرجات صالات السينما للطفولة في الشارقة، تعلو ضحكات وابتسامات تضيء المكان على رغم الظلام الممتد في الصالة، وأعينهم تشاهد تسلسل الأفلام على الشاشة، ويتابعون بدقة تفاصيل الأفلام الدرامية والكوميدية التي تحمل رسائل توجيهية للطفل، بطريقة غير مباشرة. وبعد انتهاء الأطفال من مشاهدة أفلامهم تذهب مديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل المدير المساعد لمؤسسة «فن» الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، لتلتقط الصور معهم وتمازحهم، بهدف تشجيعهم ودعمهم، إذ أكدت القاسمي أن الأطفال في العالم العربي لا يجب عزلهم عن الواقع السياسي الصعب الذي نعيشه، مشيرة إلى أن الفنون الثقافية لها تأثير كبير في الطفل. وأضافت في حديثها إلى «الحياة»: «عوضاً عن منع المآسي التي تصل إلى أطفالنا، أشجعهم على عمل أشياء مؤثرة فيها، مثلاً أن ينتج أحد الأطفال فيلماً يحكي قصصاً عن اللاجئين، أو عن الذين يعانون من الحروب، وربما يصور طفل صورة مؤثرة تصل إلى العالم أجمع، فبدلاً من عزلهم عن الواقع الذي نعيشه للأسف، لنحاول منحهم الدافع الكبير للتغيير، فالسياسات لا تستطيع، ولكن الطفل له تأثير قوي جداً»، مشددة على أن المهرجان يحاول عدم إدخال الأطفال في الصراعات الطائفية التي تهدد الوحدة الخليجية. وعن دور الفنون الثقافية في توعية وتثقيف الطفل، قالت: «بالتأكيد لها تأثير، فالتكنولوجيا تطورت، كل شيء الآن أصبح مرئياً ويرسخ في ذهن الطفل أكثر من أي شيء نسمعه أو نقرأة، نحن مازلنا نتذكر مشاهد الأفلام في طفولتنا». وتابعت: «بدأنا في إعداد المهرجان وتفعيل دور الطفل وتثقيفه، والاهتمام بسينما الأطفال، ثم بدأت قطر بتفعيل مثل هذه المهرجانات السينمائية للطفل»، متمنيةً أن تبدأ البحرين والسعودية وعُمان وجميع دول الخليج بصناعة مهرجان سينما للأطفال، فالدول تهتم بطفولتها وتركز على دعمهم. ولفتت إلى أن المهرجان يسعى لإبقاء فعالياته في ذاكرة الأطفال، «سنعمل على عمل شيء جديد لأجل الطفولة».