في خطوة تمثّل استحداث برامج جديدة نحو حياة أفضل للطفل العربي والخليجي تشهد إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام بدءاً من غدٍ الأحد الموافق 19 أكتوبر إلى الجمعة القادمة 24 من الشهر نفسه الدورة الثانية ل (مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل 2014)، بمشاركة 35 دولة وفق ترتيبات هائلة تفوق ما تم إعداده في النسخة الأولى من المهرجان. وتُعتبر مدينة الشارقة إمارة الثقافة والفكر والنهضة الحضارية والمعمارية متخذة أهميتها من دورها الريادي في المنطقة على صعيد رعاية الفنون وتكريس قيم الثقافة الأصيلة وقدرتها على صياغة هوية حضارية تجمع بين جذورها الإسلامية وإرثها التاريخي وبين المعاصرة والانفتاح على الثقافات الإنسانية المتعددة، كما تحتفل أيضاً بالتزامن مع المهرجان بنيلها لقب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014م مستعيدة ذكرياتها وأجمل فتراتها بعد نيلها عام 1998 لقب عاصمة الثقافة العربية من قبل اليونسكو. وتعدّ الشارقة ثالث أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي الإمارة الوحيدة التي تمتاز بشواطئ على جانبيها من جهة ساحل الخليج العربي وخليج عمان.. والشارقة مثال للتناغم والتمازج الاجتماعي والثقافي وتمتاز بأجوائها التراثية، ومعالمها التاريخية التي تُعتبر شاهداً على نهضتها وعراقتها على مر العصور وهي ثالث أكبر إمارة من حيث المساحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتضم مدناً رئيسية عديدة منها مدينة الذيد ومدن الساحل الشرقي الثلاث خورفكان، كلباء، ودبا الحصن. وقد وسمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بإمارة الثقافة والفكر والمعرفة، فكرّس حياته وجهوده لإغناء الحياة الثقافية والمعرفية، فيما توجهت قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لدعم برامج رعاية الأطفال والتحليق عالياً في آفاق رحبة لجعل الطفل العربي والخليجي والإماراتي أكثر قدرة على التعامل مع تقنيات العصر الحديثة بشكل مميز ووفق منظور عصري ومحافظ على تعاليمنا الإسلامية وقيمنا العربية ويُشكّل المهرجان فرصة مهمة لاكتشاف مواهب وقدرات الأطفال، وتنمية وعيهم وإدراكهم بتقنيات الفن السابع، كما يمنح المهرجان المختصين استقراء الرؤية السينمائية للأطفال بعد أن اكتملت التحضيرات لانطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل استعداداً للافتتاح الرسمي للمهرجان الذي ينطلق برعاية قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صباح يوم غدٍ الأحد في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة. «الجزيرة» وجدت حفاوة بالغة من منظمي المهرجان الذين بينّوا أنها من الصحف الرائدة خليجياً وعربياً تتميز بكوادرها الصحفية وحضورها الفاعل في مختلف المهرجانات وحسها الإعلامي المشهود. من جانبها قالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي: ينبغي للكبار عدم التقليل من أهمية المواهب الشابة القادرة على الإبداع والإنتاج، وأنا على يقين بأننا في دولة الإمارات لدينا من القدرات والإمكانات ما يؤهلنا لإنتاج أفلام ناجحة من إبداعاتنا، فشبابنا يمتلكون الكثير من الأفكار الجديدة، والمهرجان هو المكان الأنسب لاحتضان تلك المواهب والأفكار. وأضافت القاسمي: تدور فكرة المهرجان حول التعليم والترفيه وإثراء الرصيد الثقافي والمعرفي من خلال الاحتفاء بثقافات العالم واحترام التقاليد والعادات لجميع المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية العالمية، وقالت: ينفرد المهرجان، الأول من نوعه في المنطقة، برصد قضايا الأطفال من وجهة نظرهم، إضافة إلى استقطابه المشاركين من أمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا، فضلاً عن الشرق الأوسط. وأشارت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي إلى أن عروض الأفلام المشاركة ستقام على فترتين صباحية ومسائية، حتى يوم 24 أكتوبر - تشرين الأول الجاري، وستكون موجهة لثلاث فئات عمرية، الأولى من 4 سنوات إلى 7 سنوات، والثانية من 8 سنوات إلى 13 سنة، والثالثة من الرابعة عشرة فما فوق، وسيتم عرض الأفلام بمدينة الشارقة، في كل من قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات ونوفو سينما في مركز صحارى. وأكدت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي أن الدورة الثانية ستشهد إطلاق مسابقة للأفلام المشاركة تشمل 5 فئات هي أفضل فيلم قصير، وأفضل فيلم طويل، وأفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم وثائقي، مضيفة أن إدارة المهرجان قررت إعلان أسماء الفائزين يوم الافتتاح، وتوزيع جوائز مالية عليهم إلى جانب درع المهرجان. ويُعتبر مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل أحد مشاريع مؤسسة «فن»، للفن الإعلامي للأطفال والناشئة التابعة لحكومة الشارقة، حيث يُعد الأول من نوعه في الإمارات ودول الخليج الذي يهدف إلى محو الأمية الإعلامية بين أوساط الأطفال والناشئة وتعزيز مواهبهم وإبداعاتهم وعرض نتاجهم السينمائي، بما يضمن لهم الفائدة والنفع والفرص الإعلامية المختلفة. وأوضح المنظمون للمهرجان بأنه سيشهد عرض أفلام من الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا والشرق الأقصى ويُشكّل انطلاق وبداية جديدة لسينما الطفل في منطقة الشرق الأوسط من خلال التركيز على عرض أفلام عالية الجودة من حيث الفكرة والمضمون والتصوير والإخراج وكل ما يتعلق بالإنتاج السينمائي، كما يشهد المهرجان عرض 112 عرضاً سينمائياً، تهدف جميعها إلى تعزيز وعي الأطفال والناشئة بقيم الفن السابع إلى جانب تنمية الحس الإبداعي لديهم وتطوير قدراتهم على صعيد صناعة الأفلام.