حضت الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، طهران على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتبديد مخاوف من أبعاد عسكرية محتملة في برنامجها النووي. وكان الأمين العام للوكالة يوكيا امانو اعتبر، في افتتاح اجتماعات مجلس محافظي الوكالة في فيينا الاثنين الماضي، أن المحادثات مع ايران «تدور في حلقة مفرغة». وبعد 10 اجتماعات بين الجانبين، منذ كانون الثاني (يناير) 2012، فشلت ايران والوكالة في إبرام اتفاق حول «نهج منظم» يتيح للوكالة وصولاً أوسع إلى منشآت وأفراد ووثائق، في سعيها إلى التحقق من أبعاد عسكرية محتملة لبرنامج طهران النووي. وتطالب الوكالة أيضاً بدخول مجمّع «بارشين» العسكري الذي تشتبه في أن ايران نفذت فيه اختبارات لصنع سلاح ذري. وورد في بيان مشترك للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا): «نشعر بقلق بالغ من متابعة ايران نشاطات نووية، منتهكة قرارات الأممالمتحدة والوكالة الذرية». وطالب البيان ايران بالسماح للمفتشين بدخول «بارشين»، مضيفاً: «نشدد على أن من الأساسي والملحّ أن تتعاون ايران مع الوكالة، في ما يتصل بدوافع قلقها، وعلى ضرورة التوصل إلى اتفاق على نهج منظم، وتطبيقه». وزاد: «إننا قلقون إذ على رغم الجهود المبذولة، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق». وأعرب المندوب الأميركي لدى الوكالة جوزيف ماكمانوس عن «قلق بالغ» من خطط إيران تشغيل مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، عام 2014، لافتاً إلى رفضها تزويد الوكالة «المعلومات المطلوبة عن تصميمه». في غضون ذلك، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسيَّين في فيينا أن مفاعل «بوشهر» النووي تضرّر من زلازل وهزات ضربت ايران أخيراً، وأشارا إلى «تشققات» تمتد أمتاراً، في قسم منه، ولكن ليس قرب قلب المفاعل الذي يحوي وقوداً مشعاً. وسُئل المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية عن التقرير، فأجاب: «لا اعلم شيئاً عن بوشهر». وكانت الوكالة أفادت في آخر تقريرين عن الملف النووي الإيراني، بإغلاق المفاعل، من دون أن توضح السلطات الإيرانية سبب ذلك. إلى ذلك، أدرجت الولاياتالمتحدة على لائحتها السوداء «37 شركة وهمية» تدير «بلايين الدولارات» لحساب طهران، وتساعدها في الالتفاف على العقوبات الدولية.