جدد الرئيس بشار الأسد أمس تأكيد «الموقف الثابت لسورية من تحقيق السلام العادل والشامل بناء على قرارات الشرعية الدولية»، لافتاً الى أن لدمشق «مصلحة مباشرة في أمن العراق واستقراره». وكان الرئيس الأسد يتحدث خلال لقائه أمس المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في حضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي أن اللقاء تناول «تطور العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي وأهمية تعزيز التعاون القائم حالياً بين الجانبين في المجالات كافة»، اضافة الى «الأوضاع في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في المنطقة، إذ أكد الأسد الموقف الثابت لسورية من تحقيق السلام العادل والشامل بناء على قرارات الشرعية الدولية». وإذ جرى «التطرق الى الأوضاع في العراق وأهمية تحقيق المصالحة الوطنية لما لذلك من انعكاسات ايجابية على إرساء الاستقرار والأمن للشعب العراقي»، أكد الرئيس الأسد أن لسورية «مصلحة مباشرة في أمن العراق واستقراره». وفي غضون ذلك، وصل مساء أمس الى دمشق الرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس وعقيلته في «زيارة دولة» تستمر ثلاثة أيام. وقال سولانا خلال مؤتمر صحافي عقده مع المعلم إن منطقة الشرق الأوسط «تمر في مرحلة مهمة»، وأن لدمشق «دوراً كبيراً يمكن أن تلعبه ذلك اننا نحاول وضع استراتيجية للسلام والاستقرار في المنطقة». وبعدما أشار سولانا الى أن العلاقات السورية - الأوروبية «تسير في الاتجاه الصحيح»، أكد أن اتفاق الشراكة سيوقع قبل نهاية العام الجاري. كما تناولت المحادثات عملية السلام وإيران والعراق. وقال سولانا: «اننا نقترب من الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأردنا تبادل الآراء والتنسيق (مع الجانب السوري) ازاء الجداول الزمنية المرتقبة واجتماع الجمعية العامة». وسئل عن دعوته السابقة إلى تحرك دولي باتجاه اتخاذ قرار دولي ملزم على المسار الفلسطيني، فأجاب: «أعتقد بأن المفاوضات اساسية، ويجب أن تجري بين الأطراف المعنية ازاء المسائل الجوهرية. لكن يجب عدم ترك المفاوضات تسير الى ما لا نهاية. إذا لم تتحرك الأطراف المعنية، يجب أن يقوم طرف ما بوضع شيء على الطاولة لتحديد المعايير للوصول الى الهدف النهائي». وزاد أن ما قاله «يعبر عما يعتقده كثيرون، وإن كان البعض لا يعبر عن ذلك صراحة». وسألته «الحياة» عن العلاقات السورية - الإيرانية ودور دمشق لإطلاق الفرنسية كلوتيد رايس، فأجاب بأن «ما قامت به سورية يستحق الإشادة ونقدر كل جهودها، وهذا ما عبر عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للرئيس الأسد». من جهته، قال المعلم إنه في ما يتعلق بإطلاق رايس أو «مسألة العلاقة بين الغرب وإيران أو بالنسبة الى الملف النووي الإيراني، لسنا وسطاء في هاتين المسألتين. نحن قلنا بوضوح اننا نرفض التدخل الخارجي في الشؤون الإيرانية. وما قمنا به هو أن نسمتع الى أصدقائنا في الغرب وننقل الى أصدقائنا في ايران. ونستمع الى اصدقائنا في ايران وننقل الى الغرب. لسنا وسطاء في كل هذه المسائل. هذا لا يعني اننا لا نتشاور مع القيادة الإيرانية في الأوضاع الإقليمية والدولية». وقال المعلم رداً على سؤال إنه لم يسمع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقترح مؤتمراً دولياً لسلام الشرق الأوسط. وزاد أن «الجهود منصبة حالياً على المسار الفلسطيني. أما موقفنا من المؤتمر الدولي، فإننا نعتقد بأن مثل هذا المؤتمر يجب أن يحضر له جيداً ونحدد مرجعياته ويأتي تتويجاً للتقدم على المسارات الثنائية كي تطمئن الأطراف» إلى توقيع الاتفاق. وقال إن سورية لم تطلع على خطة اوباما أو أي خطة مطروحة «لكن نريد أن نعرف حقاً عندما يجري الحديث عن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، نتساءل: ماذا جرى في خصوص وقف الاستيطان وتهويد القدس؟ وماذا جرى في مسألة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟». من جهته، قال سولانا إن الجهود الأوروبية والأميركية تكمل بعضها بعضاً و «متكاملة في اتجاه واحد» للبناء على الدينامية المتولدة في الفترة الأخيرة.