أنهى وفد من حركة «طالبان» الأفغانية زيارة رسمية للعاصمة الإيرانيةطهران، أجرى خلالها محادثات «ناجحة» مع المسؤولين الإيرانيين حول جوانب القضية الأفغانية وآفاق ما بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من الأراضي الأفغانية، ومحاولات الحركة حض الأطراف الأفغانية كلها على عدم السقوط ثانية في فخ الحرب الأهلية وجمع أطراف المقاومة الأفغانية في جبهة واحدة. وكانت الحكومة الإيرانية وجّهت دعوة لمكتب حركة «طالبان» في العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول الأوضاع في سورية، إلا أن السلطات القطرية منعت الوفد من السفر إبان انعقاد مؤتمر طهران، ما حدا بالحركة إلى إرسال وفداً بقيادة رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في «طالبان» الملا شمس الدين بهلوان وعضوية اثنين من كبار قادة الحركة هما: الملا نعماني والملا محمد نعيم. وانضم رئيس مكتب «طالبان» في قطر واثنان من أعضاء المكتب إلى محادثات طهران بعدما سمحت السلطات القطرية للوفد بالتوجه إلى طهران في أعقاب انتهاء أعمال المؤتمر الخاص بسورية. وأفادت مصادر في اللجنة الإعلامية التابعة ل «طالبان»، أن وفد مكتب قطر كان برئاسة الملا شهاب الدين ديلاور وعضوية محمد طيب أغا المستشار الخاص للملا محمد عمر زعيم الحركة وشير عباس ستانكزي الذي كان نائباً لوزير خارجية «طالبان» وهو أحد أعضاء مكتب طالبان في الدوحة. والتقى وفد «طالبان» بكبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وطلبت الحركة من الحكومة الإيرانية عدم إرسال أسلحة الى فصائل أفغانية بعد انسحاب القوات الأجنبية، لئلا يفضي ذلك إلى حرب أهلية تحاول «طالبان» تجنبها. وتعهد وفد حركة «طالبان» الزائر لطهران بعدم استئثار الحركة بالحكم بعد انسحاب قوات «الناتو» من أفغانستان وضمان مشاركة كل الفئات العرقية والمذهبية في أفغانستان بالحكم وضرورة إقامة علاقات حسن جوار مع إيران لطي صفحة الماضي التي اتسمت بالخلاف الشديد بين الجانبين. وأفاد المسؤول في اللجنة الإعلامية ل «طالبان» الملا عبد الغني، أن الحكومة الإيرانية تفهمت وجهات نظر «طالبان» وحضتها على مواصلة الحوار والتشاور مع الحكومة الإيرانية وغيرها من الدول المعنية، لكن طهران لم تقدم أي تعهد بعدم مساندة الأقليات العرقية والمذهبية في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية منها، مضيفاً أن إيران كما يبدو تريد الانتظار ورؤية كيفية تطور الأحداث في المرحلة المقبلة. وتخشى الحكومة الإيرانية من تعاظم الدور الباكستاني في الشأن الأفغاني، خصوصاً وأن «طالبان» تلقت في الماضي دعماً باكستانياً غير محدود في مواجهة تحالف الشمال الذي كان مدعوماً من قبل طهران وروسيا والهند. غير أن وفد «طالبان» الزائر لطهران أكد على استقلالية الحركة وقراراتها وعدم السماح لأي جهة كانت بإملاء سياستها على الحركة التي ستعمل في المرحلة المقبلة على إقامة علاقات متوازنة مع كل دول الجوار، وهو ما يوفر إمكانية لتحسين العلاقة بين «طالبان» والحكومة الإيرانية في المرحلة المقبلة.