يتقدم محمد عساف، المتسابق الفلسطيني في برنامج المسابقات «آراب آيدول» الذي تبثه قناة «إم بي سي»، بخطى وئيدة وواثقة نحو الفوز باللقب بعدما أشادت به لجنة الحكم مراراً وتكراراً على أدائه المميز وصوته العذب. اذ عبّرت المطربة الاماراتية أحلام عن اعتقادها بأنه سيكون الفائز بلقب «آراب آيدول»، فيما وصفه عضو لجنة الحكم المطرب اللبناني ال «سوبر ستار» راغب علامة الذي كان أول من رشحه للفوز باللقب، بأنه «صاروخ» فلسطيني، فيما وصف عضو اللجنة حسن الشافعي صوته بأنه مثل «المسطرة»، وهو من النوع الذي لا يتكرر إلا كل فترة من الزمن. ورأت عضو اللجنة المغنية اللبنانية نانسي عجرم أن عساف يجمع بين الموهبة والقبول وحب الناس والاحتراف. ويشعر عساف بسعادة بالغة لتمكنه من المشاركة في المسابقة بعد عناء طويل، وبعدما كادت الفرصة أن تفلت من بين يديه نتيجة تأخره في الوصول الى بيروت، لولا قرار اللجنة التي كانت انتهت من اختيار المتسابقين، تمديد عملها يوماً اضافياً للاستماع اليه. وعن شعوره، قال عساف ل «الحياة» عبر الهاتف إنه يفخر بوطنه «الرائع وسعيد بتمثيله» في «آراب آيدول»، وإنه يشعر بسعادة غامرة «لأنني شرّفت بلدي واستطعت الوصول الى أكبر عدد ممكن من الجمهور العربي». ولا يخفي عساف حنينه الى مسقط رأسه ووطنه فلسطين «في ظل هذا الوضع الذي تعيشه منذ 65 عاماً (أي منذ النكبة)، وما فيها من حروب وحصار على قطاع غزة وأوضاع اقتصادية صعبة». وأضاف: «على رغم كل هذه الظروف، فإن الشعب الفلسطيني مبدع في كل المجالات، وهناك مواهب وأصوات رائعة». وأضاف أنه يمتلك «طموحاً وإبداعاً وصوتاً حاولت أن اسمعه العالم منذ زمن بعيد وجاءت الفرصة عبر آراب آيدول»، معتبراً أن «للنضال أشكالاً متعددة». وعن الانطباعات لدى الناس في أنحاء العالم عن مشاركته في البرنامج، والتشجيع الكاسح له من الفلسطينيين، رأى عساف أن ذلك يعني أن الشعب الفلسطيني «يعرف كيف يفرح، على رغم الظروف الصعبة التي يعيشها، ولا يهوى القتل كما يُشاع عنه. نحن بلد مثل أي بلد في العالم، وجزء من الانسانية جمعاء». واعتبر أن الانتقادات الموجهة اليه من بعض المشايخ والمتدينيين «طبيعية جداً»، مبدياً «تفهماً» لها، كما عبر عن «احترامه» المنتقدين «فهذه حرية شخصية. من حقهم أن ينتقدوا، وما يهمني أن غالبية الفلسطينيين تدعمني وتشجعني وسعيدة جداً بما أقدمه». ورفض اجراء أي مقارنة بينه وبين الأسير سامر العيساوي الذي كان يخوض اضراباً ممتداً نحو تسعة أشهر عن الطعام في سجن اسرائيلي في وقت كان عساف يواصل تألقه في «آراب آيدول» الذي يحظى بنسبة مشاهدة غير مسبوقة في العالم العربي. وقال إن «الأسرى تاج فوق رؤوسنا، وليس من المنطقي مقارنتي بسامر العيساوي، وقضية الأسرى قضية محورية، وأنا أقدم رسالة معينة وهدفي أن أشرف بلدي، وأعتقد أن كلاً بإمكانه أن يناضل بالطريقة التي يرتئيها». وأضاف: «قدمت رسالة الى العالم، وأنا سعيد بموقفي ورسالتي التي لم يستطع السياسيون إظهارها من خلال الوحدة بدلاً من الانقسام». وتعهد ألا ينسى فلسطين «وسأقدم أي شيء لفلسطين وقضايا الشعب الفلسطيني، وفي مقدمها قضية الأسرى». وعلى رغم نفيه أن يكون تعرض الى أي تهديدات من حركة «حماس» أو حكومتها في غزة، إلا أنه فضل عدم الخوض في موقفهما من مشاركته في البرنامج. وقال مسؤول في حكومة «حماس» ل «الحياة» إن الحكومة والحركة «لا تقدمان أي دعم لعساف، سواء كان مادياً أم معنوياً». وأضاف أن الحكومة والحركة «لن تعترضا طريق تقدمه ونجاحه»، مؤكداً أنه لن يتم منعه من اقامة الحفلات في قطاع غزة بعد عودته اليه، وسيمنح كل الحرية المطلوبة لذلك. ونفى أن تكون الشرطة أزالت صوره عن واجهات المحال التجارية أو السيارات، أو تعرض ذويه لأي ضغوط، وهو الأمر الذي أكده والده، نافياً اشاعات عن تعرضه الى الضغوط أو التهديدات.