أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن احتمال عقد لقاء قريب بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، في العاصمة الفرنسية باريس. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفتش، قوله في مؤتمر صحافي إن هناك احتمال لحدوث لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي قريبا في باريس، مضيفاً "لا توجد لدي معلومات محدّدة، لكن مبدئياً، إمكانية حدوث هذا اللقاء قائمة". واعتبر أن بيان مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان، يبعث على خيبة الأمل. وقال إن بعض قرارات مجموعات المعارضة السورية، من بينها ما تمخّض عن لقاء مدريد ومؤتمر "أصدقاء سورية" في عمّان، تبعث على الخيبة. وأعرب عن أمله بأن تطفو الأفكار البنّاءة خلال اجتماع "الائتلاف السوري المعارض" في اسطنبول، وأن تتطابق مع الاتفاق الروسي الأميركي لعقد مؤتمر دولي حول سورية بهدف تطبيق تنفيذ بنود إعلان جنيف. وقال لوكاشيفيتش إن "الحكومة السورية وبعض مجموعات المعارضة الداخلية أبدت الاستعداد لإرسال ممثليها إلى المؤتمر الدولي الجديد حول سوريا "جنيف 2" المزمع عقده، أما المعارضة بالخارج فلم تعط إشارات "تبعث على الأمل" حتى الآن". وأوضح أن "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة" السورية عاد ليطالب ب"رحيل" الرئيس السوري بشار الأسد كشرط لبدء المفاوضات مع الحكومة. وأشار إلى أن الجانب السوري لا يرى، في هذا الوضع، إمكانية تحديد موعد لعقد المؤتمر، وقال المتحدث "لا يمكن أخذ مطلب الإسراع بتحديد موعد لعقد المؤتمر على محمل الجد في وقت لا نعرف فيه مَن يمثل المعارضة وصلاحياته". وأضاف أنه مع ذلك، لا تزال موسكو تأمل في "تحقيق المبادرة الروسية الأميركية لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا"، مجدداً موقف روسيا الرافض ل"أي تدخل أجنبي في شؤون سورية". وأعلن لوكاشيفتش عن وجود تأكيدات من دمشق حول استعدادها من حيث المبدأ للمشاركة في مؤتمر "جنيف -2". وقال "نشير بارتياح الى تأكيدات دمشق حول استعداد الحكومة السورية المشاركة في المؤتمر الدولي من حيث المبدأ لكي يتمكن السوريون بأنفسهم من إيجاد حل سياسي لتسوية النزاع المدمر بالنسبة للبلاد والمنطقة". وأشار إلى أن روسيا في الآونة الأخيرة تبذل جهوداً كبيرة لتطبيق المبادرة الروسية الأميركية لعقد مؤتمر دولي لدعم التسوية في سوريا، مؤكداً أن موسكو "تعتبر أن تنفيذ المبادرة على أساس إعلان جنيف المؤرخ في 30 يونيو/حزيران 2012 هو فرصة واقعية لوقف نزيف الدماء ومأساة السوريين ولتأمين مستقبل ديمقراطي لسوريا لمصلحة جميع مواطنيها.. وهذه فرصة لا يجوز إضاعتها". وأوضح لوكاشيفتش أن الاتصالات التي تقوم بها روسيا مع الحكومة السورية ومع ممثلين عن المعارضة السورية على حد سواء، تخدم مهمة التوصل الى إنجاح هذه الفرصة. وأشار الى بعض الصعوبات التي تعترض طريق الحل، وقال "من المؤسف، وعلى الرغم من دعواتنا الى عدد من الشركاء والى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد إطلاق المبادرة الروسية الأميركية، فقد تم اتخاذ قرار أحادي حول سوريا، وهو أحادي من حيث الصفة ويناقض أيضا الإجماع الحاصل حول التسوية السياسية للأزمة السورية". وذكر أن جهوداً مماثلة تبذل حالياً بهدف اتخاذ قرار غير بناء أيضاً خلال الجلسة ال23 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. واعتبر المسؤول الروسي أنه من "الواضح أن الحديث يدور عن محاولات لعرقلة تنفيذ الاتفاقات الروسية الأميركية حول سوريا.. ووضع المصالح السياسية الضيقة فوق الهدف الرئيسي المتمثل بوقف نزيف الدماء في الجمهورية العربية السورية وتأمين نجاح الجهود السياسية والدبلوماسية من قبل المجتمع الدولي لبدء الحوار السوري". وشدّد على أن هذه المحاولات تبعث إشارات سلبية لفصائل المعارضة وتدفعهم عملياً الى رفض المباحثات، مضيفاً أنه "من دون شك فإن البداية الناجحة للمؤتمر الدولي حول سوريا تتطلب مشاركة جميع الأطراف المؤثرة من ضمنها الإقليمية". وكان وزيراً الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأميركي جون كيري، اتفقا في وقت سابق على الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول لحل الأزمة السورية. وأكد المسؤول الروسي على أن روسيا تقف ضد اي تدخل خارجي في الشؤون السورية، مشيرا الى ان "ما يحدث خلال عامين على الحدود السورية اللبنانية والحدود السورية التركية يعطي اساسا للقول بان القوى التي تتدخل في الشؤون السورية تلك التي تسعى لإسقاط الحكومة الشرعية في الجمهورية العربية السورية". إلى ذلك، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اليوم، مع نائب وزير الخارجية السوري عملية التحضير لعقد مؤتمر دولي حول سوريا. وقال بيان للخارجية إن اللقاء "بحث بشكل مفصل مسائل التحضير للمؤتمر الدولي لدعم التسوية السياسية في سوريا استنادا الى الاتفاق الروسي الأميركي المؤرخ 7 أيار/مايو 2013". وأشار ا