أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن السلطات السورية تدرس حالياً موضوع المشاركة في المؤتمر الدولي في جنيف حول سورية، وستتخذ القرار النهائي بعد عودة الوفد السوري من موسكو. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المقداد قوله عقب محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، ان الحكومة السورية "تدرس حالياً موضوع المشاركة في المؤتمر الدولي"، والقرار النهائي سيتخذ بعد عودة الوفد السوري الذي يترأسه من موسكو الى دمشق. وذكر أن الطرف السوري هو الآن في مرحلة مهمة جداً، لافتاً الى ان السلطات السورية أجرت أكثر من 60 لقاء مع مجموعات شعبية وسياسية سورية مختلفة. ووصف مباحثاته مع لافروف بالبناءة بكل معنى الكلمة وان الحديث دار بالأساس حول مؤتمر "جنيف 2"، ولفت الى ان دمشق متوافقة تماماً مع المواقف الروسية إزاء خروج سورية من الأزمة وبالأخص مع تصريحات لافروف حول كيفية فعل ذلك. وأضاف ان المباحثات مع الجانب الروسي ستستمر الخميس مؤكداً ان الوفد السوري جاء الى موسكو خصيصا لإجراء المباحثات وبحث نتائج الاتفاقيات التي توصل إليها لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري. وقال المقداد انه سيطلع القيادة السورية عقب عودته الى دمشق على نتائج مباحثاته في موسكو. وذكر أن السلطات السورية تسعى إلى وقف فوري للنار، وقال إن "سورية تسعى الى وقف فوري للعنف والنار"، معربا عن أسفه من عدم اشتراك الجميع في السعي إلى تسوية سلمية للوضع. وقدّر النتائج التي تم التوصل لها خلال الاتصالات الأخيرة لروسيا بالجانب الأميركي، لافتاً الى انها تعتبر حدا حاسما للتغلب على الصعاب التي تواجهها سورية. بدوره قال وزير الخارجية الروسية إن بلاده تعوّل على أن تبدي المعارضة السورية موقفاً بناء من المؤتمر الدولي حول سورية المرتقب، لكن الأنباء الواردة حتى الآن "لا تبعث على الأمل". وأضاف "نحن نعول على أن يأتي رد فعل بناء من جانب مختلف مجموعات المعارضة. وحتى الآن لا تبعث الأنباء الواردة الأمل. وعلى وجه التحديد، وحسب التقديرات الأولية، فإن المعارضين المشاركين في لقاء مدريد أمس واليوم لم يتخذوا قرارا بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2 دون شروط مسبقة". وأعرب عن "تقديره لتعاطي القيادة السورية البناء مع اقتراح المشاركة في المؤتمر" وقال مخاطباً المقداد" نعتبر أن زيارتكم ستسمح بمناقشة تفاصيل محددة لا مفر من ظهورها خلال تطبيق هذه الفكرة". وقال "نحن على اتصال دائم بالشركاء الأجانب الذين لهم نفوذ حقيقي لدى المعارضة المتشددة، ونأمل بان نفوذهم سيستخدم في خدمة الحوار الوطني السوري". وأشار الى ان "الوضع في سورية يتطلب وقفا فوريا للقتال وبدء الحوار السياسي. وهذا ما يهدف إليه المقترح بخصوص التحضير للمؤتمر الدولي والذي تقدمت به روسيا والولايات المتحدة". وأضاف ان المؤتمر يهدف الى ان "يتفق السوريون بأنفسهم، من دون أي تدخل خارجي، بشأن مستقبل وطنهم". وقال لافروف "نحن نثمن رد فعل القيادة السورية البناء على هذا المقترح. ونرى انه من المهم ان تسمح الزيارة بمناقشة بعض التفاصيل المتعلقة بتحقيق هذه الفكرة". وتطرق الى اختطاف والد المقداد، واعتبر هذا الأمر غير مقبول، واصفا إياه بانه محاولة لإفشال التسوية السياسية في سورية. وقال "حتى الآن نرى ان هناك قوى معينة تحاول، كلما ظهر بصيص أمل ضئيل، العمل على إفشال التقدم بالمجرى السياسي الذي يلوح في الأفق". وأضاف لافروف أن"روسيا باعتبارها دولة تهتم بسلامة الشعب السوري والحفاظ على الدولة السورية، لن تخضع للاستفزازات. ونأمل بان تتمسك القيادة السورية بالنهج الواضح الهادف الى التسوية السياسية". وكان نائب وزير الخارجية السوري وصل بشكل مفاجئ اليوم إلى العاصمة الروسية للقاء وزير الخارجية الروسي.